بالألوان والسكين.. فنانة سورية ترسم معاناة شعبها من المنفى
في مدينة حلب شمالي سوريا بدأت الفنانة السورية، سمية خضري، حكايتها مع الألوان والسكين، حيث خطت بها تفاصيل 33 عاما عايشت فيها مشاعر الأسرة والأمومة والوطن والفقد والحرب، واليوم تكمل المسيرة في المنفى، أو الوطن البديل.
“جئت إلى تركيا بحثاً عن الأمان”..هكذا شرعت الفناة السورية في حديثها للأناضول لتحكي قصة خروجها من بلادها على خلفية الثورة القائمة منذ مارس/ آذار 2011، وكيف وصلت إلى تركيا واندمجت بمعارضها ولوحاتها في الثقافة الفنية التركية.
بدأت خضري رحلتها قبل 33 عاما كفنانة تشكيلية ومرممة آثار في المتحف الوطني بحلب، رسمت خلالها ما يربو على الألف لوحة بالألوان والسكين، التي قالت إنه “كان من الصعب علي في البداية تطويعها، ثم أصبحت صديقتي ومرآتي للتعبير“.
تركت خضري حلب، بعد وفاة زوجها الفنان التشكيلي ومرمم الآثار، محمد برهان، عقب اندلاع الثورة السورية، لكنها لم تترك لوحاتها هناك، فكما تقوك: “احتضنتها وبناتي الثلاثة، وانتقلت إلى تركيا، حيث عرضت لوحاتي في 7 معارض بمدينة إسطنبول، أولها كان بعد وصولي إلى تركيا بأيام“.
من الحياة إلى الموت
عن لوحاتها قالت سمية خضري إن “الفنان يعاني أكثر من غيره، ويتأثر بظروف الحياة بشكل أكبر، وأنا في لوحاتي كنت أجسد الحياة.. لكن الآن أجسد الموت الذي يلاحق السوريين“.
وأضافت: “في لوحة سوريا، رسمت عينا ترمز إلى الوطن ومنها ينهمر الدمع دما، وامرأة تدفع بيدها خطر القتل الذي غدا يحاصرنا“.
خضري تابعت بقولها: “وفي لوحة الشهيد رسمت طفلاً يغرق في بحر من الدموع، وهي رمزية لجميع الشهداء الذين سقطوا في سوريا للدفاع عن الوطن دون ذنب اقترفوه“.
ومنذ وصلت إلى تركيا، حرصت على أن تهب أجر اللوحات في معارضها السبعة لصالح الأيتام، فهي تريد، على حد قولها: “تسليط الضوء على معاناة الاطفال الأيتام الذين خرجوا من سوريا دون آبائهم“.
وأضافت أن “سمية، ابنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زارتني في معرضي الأخير بإسطنبول، وأعربت عن دعمها لكل الأعمال الفنية التي تقدم قيمة حقيقة“.
الرسم والخط العربي
بالنسبة لحياتها الفنية بعد انتقالها من سوريا إلى الجارة تركيا، قالت الفنانة: “رغم أنني أعيش في بلد قد أكون لا أعرف لغته، لكن الفنان غير مقيد بلغة؛ فالكون كله ملك له يعبر عن ما فيه كيفما يشاء، ولأن فنه أيضا يتحدث بلسانه“.
خضري مضت قائلة: “لذلك حرصت على تطويع الفن لمحاكاة الشعب التركي، الذي أصبحت أعيش معه، فقد مزجت بين الرسم والخط العربي عندما رأيت أن الأتراك يهتمون جدا بالخطوط العربية، وأحضر الآن لمعرض يضم لوحات بها مزيج من رسوم وخطوط عربية للدمج بين الثقافين العربية والتركية في التوجه العام للفنون“.
رحلتها مع الفن، كما لفتت “بدأت عام 1984، وشاركت منذ عام 1993، في معارض محلية وأخرى في دول عربية وغربية، بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا والأردن ومصر وسلطنة عمان“.
وختمت حديثها: “أرسم لوحاتي متأثرة بأربع مدارس، هي السريالية، والرمزية الواقعية، والانطباعية.. بعد 15 عاما في الرسم، ألهمني زوجي لاستخدام السكين في الرسم، حيث كان يستخدمها“.