أدوية “واعدة” تنجح في علاج داء “ثعلبة” الرأس واستعادة الشعر
كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن أدوية وصفوها بأنها “واعدة”، تستخدم لكبح مجموعة من الإنزيمات داخل بصيلات الشعر، نجحت في علاج الأشخاص الذين يعانون من “داء الثعلبة”، أحد أمراض المناعة الذاتية التي تسبب تساقط الشعر.
وأوضح الباحثون بالمركز الطبي في جامعة كولومبيا الأمريكية، أن تلك العلاجات التي وصفوها بـ”الواعدة”، نجحت في تحفيز نمو الشعر بنسبة 95%، ونشروا نتائج دراستهم، اليوم الإثنين، في دورية (Clinical Investigation/Insight).
ولا يوجد حتى الآن علاجات قادرة على استعادة شعر الرأس بالكامل بالنسبة لمرضى داء الثعلبة، لكن الأدوية المتاحة تعمل على تشتيت الهجوم المناعي وتحفيز بصيلات الشعر، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من فقدان شعر فروة الرأس بسبب داء الثعلبة، وهذه العلاجات ليست ناجحة بالنسبة للجميع، بحسب الدراسة.
لكن علماء المركز الطبي لجامعة كولومبيا، أجروا تجارب سريرية على 12 مريضا بداء الثعلبة، لاختبار أدوية تثبيط مجموعة من الإنزيمات داخل بصيلات الشعر يطلق عليها اسم “يانوس كاناز” أو (JAK).
واختبر فريق البحث على المرضى، اثنين من الأدوية المثبطة لإنزيمات (JAK)، وافقت عليها هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) في 2014، وهما دواء “روكسوليتينيب” (ruxolitinib)، الذي يعالج في الأساس تليف النقي، وهو مرض نادر يصيب نخاع العظم، وعقار “توفاسيتينيب” (Tofacitinib)، المعتمد استخدامه لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي.
وأظهرت النتائج أن 77% من المشاركين، استجابوا للعلاج، الذي تم أخذه عن طريق الفم مرتين يوميًا، لمدة 3 إلي 6 أشهر، واستعادوا 95% من الشعر المفقود.
وقال الباحثون إن دراستهم رغم قلة عدد من أجريت عليهم، قد ينتج عنها أول علاج فعال للأشخاص الذين يعانون من داء الثعلبة، الذي ينتج عنه آثار نفسية وتشوهات نتيجة لفقدان أجزاء كبيرة من فروة الرأس.
وسبق تلك التجربة، دراسة أخرى أجراها فريق البحث على الفئران، أثبتت أن الدوائين نجحا في تمكين فئران التجارب من استعادة كامل الشعر المفقود في غضون 12 أسبوعًا، وعلاوة على ذلك، استمر نمو الشعر لديها لعدة أشهر بعد توقف العلاج.
وقبل 4 سنوات، أجرى فريق البحث دراسة أخرى على أكثر من ألف مريض يعانون من الثعلبة، وتم إعطائهم عقار (ruxolitinib)، واستعادوا الشعر بالكامل في غضون من 4 إلى 5 أشهر من بدء العلاج، واستمر الشعر في النمو حتى بعد التوقف عن استخدام العقار.
وداء الثعلبة، هو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يتسبب في فقدان الشعر من بعض أو كل مناطق الجسم، وعادة من فروة الرأس، وغالبا من تكون على شكل بقع صلعاء في فروة الرأس، وخاصة في المراحل الأولى، ويمكن أن تنتشر الحالة إلى كامل فروة الرأس أو إلى كامل جلد الجسم.
ورجح الباحثون، أن السبب في الإصابة بالثعلبة يرجع إلى وجود مشكلة في جهاز المناعة، ما يؤدى إلى تدمير خلايا بصيلات الشعر، ويصاب بالمرض كل من النساء والرجال على حد سواء، ويظهر المرض بشكل خاص بعد التعرض لظروف نفسية سيئة ومفاجئة، كفقدان أحد الأحباب أو الأقارب، أو التوتر والقلق والخوف، وهُناك الكثير من العوامل المسببة لهذا المرض كالعوامل الجينية والوراثية، لكن من أهمها الأعراض النفسية.