لا شيء مستحيل في المغرب… من حمّال خضر إلى موظف حماية اجتماعية
انتشرت في الآونة الأخيرة قصة مثيرة لرجل مغربي في عقده الرابع، انقلبت حياته رأساً على عقب، عندما تحول من حمال بسيط بسوق الخضر إلى موظف حماية اجتماعية بمؤسسة التعاون الوطني.
وتعود حكاية “رشيد ولد العبار” ابن مدينة آسفي، إلى بداية سنة 2006 حينما تغيرت حياته عند عمله كحارس أمن خاص في مدخل الكلية المتعددة التخصصات بمدينة آسفي بأجر جد متدنِ لم يتجاوز 1800 درهم، ولكن سمحت له التجربة حسب موقع “CNN” بالعربية، بالتعرّف على أجواء الكلية والتعليم الجامعي، ممّا دفعه إلى اتخاذ قرار بأن يكون طالبا بالكلية.
وحصل رشيد على شهادة الباكالوريا في صيف 2006 وعمره 35 عامًا، ثم سجل اسمه في قائمة طلبة السنة الأولى بمسلك القانون الخاص، واستمر في مزاولة مهنته في نفس الوقت، إلى أن تحصّل على الإجازة سنة 2010، وبعدها مباشرة التحق بالإجازة المهنية شعبة تسيير المؤسسات ذات الطابع الاجتماعي ليتخرج سنة 2011.
واستطاع رشيد أثناء الدراسة الجامعية إحياء هوايته المفضلة في التمثيل والإخراج المسرحي، حيث شارك في عدة ملتقيات وطنية لأبي الفنون رفقة فرقة من الكلية، وحاز على عدة جوائز في هذا المجال.
واجتاز أكتوبر الماضي مباراة وطنية لتوظيف أطر في المجال الاجتماعي بنجاح، وهو الآن في طور التكوين للعمل كمتصرف في مؤسسة التعاون الوطني، وتحديدا في الحماية الاجتماعية.
وقال “رشيد” في تصريح لـ “CNN” بالعربية: “كنت دائمًا أحب قصة طائر الفينيق الذي ينبعث من رماده، لذلك عندما ولجت الكلية حارس أمن، اكتشفت أنني قادر على التحصيل العلمي، خاصة لاهتمامي بالمسرح والفن، ولأنني كذلك كنت أدرس بجد في السلك الثانوي”.
وأضاف: “انقطعت عن الدراسة بسبب أفكار سلبية كانت تشجع التلاميذ على مغادرة مقاعدهم والتفكير في الهجرة”، مؤكدا أنه طوال سنوات الدراسة بالكلية، لقي دعما من عدة أساتذة وعدة موظفين، وأنه أضحى اليوم يفكر في الزواج بعد تحسّن أوضاعه المالية.