جمعية مدرسي الفلسفة: الوهابية تطغى على المقررات الدراسية المغربية
دعت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، إلى إعادة النظر في مضامين مقررات كتب التربية الإسلامية التي تدرس بالمؤسسات الثانوية التأهيلية في المغرب.
وطالبت الجمعية من خلال بيان لها، وزارة التربية الوطنية بسحب مقررات مادة التربية الإسلامية التي اعتبرتها مسيئة للفلسفة والعلوم، واصفة إياها بالكتب “المتزمتة وذات النفس الوهابي والتي تدعو إلى الجمود والتطرف”.
وقال “عبد الكريم سفير” الكاتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، في تصريح لمجلة “سلطانة” الإلكترونية، إن كتب منار التربية الإسلامية تعتمد منهجا وهابيا، مشيرا إلى أن من بين المؤشرات التي تؤكد ذلك هو “الموقف الرافض والمحارب للفلسفة، والذي ينعتها بالضلال والغي والزندقة وغيرها من المفاهيم المستوحاة من القاموس الوهابي، الذي يعتبر أن العلوم والفنون معارضة للإسلام”.
وأضاف “سفير”، أن الكتب المذكورة تحرض على معاداة الفكر الفلسفي والعلمي والعقلانية، كما اعتبر ذلك منهجا لا يمت للتقاليد والثقافة المغربية بأية صلة.
وتابع الكاتب الوطني للجمعية بالقول “كل المواد التي تدرس بالمؤسسات التعليمية لها مناهج وهابية تقوم على الذاكرة والحفظ والإستظهار والتلقين وتغييب التفكير والإبداع والنقد، تمبديا تحفظات كثيرة لطريقة تدريس مادة الفلسفة في حد ذاتها”.
وتساءل المتحدث نفسه عن الهدف الذي يتم من أجله تدريس المادة باعتبارها فنا لتعليم التفلسف والتفكير وإعمال العقل والتفكير الحر وهو ما يصنع مواطنا منفتحا ومبدعا ومتفاعلا مع محيطه على حد قوله، منتقدا طريقة تلقين هذه المادة، موضحا أن الأخيرة في المغرب تعتمد فقط على تلقين التلاميذ أقوال الفلاسفة وجعلهم يستظهرونها.
وقال عبد الكريم سفير “المنهج الذي يخترق المدرسة العمومية هو الإعاقة الأساسية التي تحول دون إصلاح المدرسة، لأنه ليس منهج التفكير والعلوم، وهو منهج مضاد لكليهما”.
واعتبر رئيس الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة أن التوضيح الذي قدمته وزارة التربية الوطنية يعد “توضيحا عاما لم يقدم أي جديد في الموضوع، بل زاد الطين بلة لأنه لم يعترف بالخطأ بأن الكتاب لا يسير وفق توجهات المنهاج المعتدل والوسطي”.
وأوضح “سفير” أنه إذا لم تعترف الوزارة بهذا الخطأ ولم تسحب هذه الكتب، فهي ستورط نفسها في الدفاع عن كتب وفكر متزمت يروج تحت تأشير الوزارة.