سلطانة

من الحرب ينبثق الحب… قصة صاحبي صورة “راجعين يا هوا” المحاصرين في حلب

بعد أن خرجت صورة الزوجين صالح ومروى في كبريات الصحف العالمية، ووصلت قصتهما إلى الملايين عبر الشبكات الاجتماعية، لا يزال صاحبا الصورة محاصرين في مدينة حلب التي سيطرت عليها قوات النظام السوري.

ويظهر على الصورة الزوجان صالح (25 عاما) ومروى (20 عاما) وهما يحتضنان بعضهما ويتأملان عبارة “راجعين يا هوى” التي كتبها الزوج على جدار مهدّم بمنطقة السكري، مرفقة بتاريخ 15 شتنبر 2016 الذي كان يأمل أن يكون موعد انتهاء معركة المعارضة المسيطرة على مدينة حلب مع قوات النظام السوري.

صالح ومروى

والتقى صالح الذي يعمل في مجال تصوير الأفلام الوثائقية بزوجته مروى منذ أشهر أثناء تصويره لفيلم شاركته فيه العمل كممثلة، لكن ارتباطهما لم يكن سهلاً في ظل هذه الظروف القاسية التي تعيشها الساكنة.

ولم يكن هذا النزوح الأول من نوعه بالنسبة لصالح ومروى ولكنه كان الأصعب، فحسب ما ذكرا في حديث لهما مع موقع “الهافينغتون بوست عربي”، جاء هذا النزوح مخالفا لإرادتهما إذ شمل عشرات الآلاف من المدنيين بعد أن سوّيت المعارك الدائرة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة.

فبعد توعّد روسيا بعدم التعرض لسكان مدينة حلب المحاصرين، توجّهت يوم الأحد المنصرم قرابة 25 حافلة للمدينة قصد إجلاء المتواجدين هناك، حسب مصادر روسية وسورية رسمية.

صالح ومروى

ولم يتوقع الشابان أن تنتشر صورهما بهذه السرعة وبهذا الحجم، خاصة وأنهما لم يكونا يبحثان عن الشهرة بل وجدا في كتابتهما على ذاك الجدار “وسيلة تلهيهما عن تفاصيل المأساة التي يعيشانها حسب ما قال صالح.

وقد قرّر صالح ومروى الخروج لاكتشاف أحوال مدينتهما والتنزّه خاصة وأنهما قضيا أياما عديدة بداخل المنزل تجنبا للقذائف والشظايا، وقال صالح لنفس المصدر: “كانت معي علبة دهان بخاخ، قررت ومروى أن نترك شيئاً على جدران مدينتنا قبل الرحيل فكتبت “راجعين” وأضافت “يا هوا” وعلى جدار آخر كتبت لها “إلى من شاركتني الحصار.. بحبك” ثم رسمنا التاريخ المقرر لخروجنا الأخير من مدينة احتضنت سنوات حياتنا وكل ما نملك من ذكريات”.

صالح ومروى

وكان الزوجان بانتظار الإعلان عن اتفاق جديد لإجلاء المحاصرين بداخل المدينة، حيث وضّبا حقيبة تضمّ آخر ما بقي بحوزتهما ليذكّرهما بمدينتهما، إذ اختار صالح أن يأخذ معه كاميرته وحاسوبه المحمول و”القبعة التي ظهرت في الصورة، مروة صنعتها لي كهدية في فترة خطوبتنا ولن أتخلى عنها” على حدّ قوله، فيما أخذت مروى معها شالاً تلقته كهدية من صديقاتها، وقالت “قلبي سيبقى هناك بجانب الجدار الذي كتب صالح عليه كلمة “بحبك”.

vous pourriez aussi aimer