معاناة طفلة معاقة تعيش في “زريبة” وسط الواد الحار رفقة والدتها المختلة
غير بعيد عن العاصمة الرباط، وبالتحديد بقرية مرشوش إقليم الخميسات، تقطن طفلة تدعى رشيدة تعاني من إعاقة ذهنية رفقة والدتها المختلة، بـ”الزريبة”.
منذ نعومة أظافر الطفلة رشيدة، التي لا يتعدى سنها 16 سنة، تتخذ الواد الحار فراشا لها، رفقة والدتها التي تعاني من مرض عقلي، دخلت على إثره إلى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية عدة مرات.
الساعة الثانية عشر زوالا، من يوم الثلاثاء، كان موعد وصول طاقم مجلة “سلطانة” إلى قرية مرشوش.
استقبلنا سكان المنطقة، بوقفة احتجاجية منددين بالوضعية المزرية التي يعيشونها في صمت، بعد مرور أسابيع قليلة على الانتخابات، التي كالمعتاد تميزت بوعود وصفت بالواهية.
انتفلنا إلى بيت الطفلة رشيدة الذي يسمونه سكان الدوار “بالزريبة”، والتقينا بـ “حدهم” والدة رشيدة، وسردت لنا باختصار شديد وبعبارات مبعثرة عن حادث الاغتصاب الذي تعرضت له أمام أعين صغيرتها.
تقول “حدهم” وجسدها يرتجف خوفا على صغيرتها “كانت عندي جلسة المحكمة الأسبوع الماضي وذاك الظالم لي تكرفس عليا دخل للحبس وتهنيت أنا وبنتي…” وعند سؤالنا عن مكان تواجد ابنتها أثناء واقعة الاغتصاب طأطأت رأسها وقالت بصوت خافت “شافت كلشي وبقات كتغوت”.
انتقلنا إلى غرفة الطفلة، وصدمنا من بشاعتها، ومن رائحتها الكريهة التي تحبس الأنفاس وتصيب بالغثيان، والتي تسببت في تورم واحمرار عيني الطفلة.
حاولنا التكلم مع رشيدة التي فضلت الابتعاد عن عدسات الكاميرا، لكنها عجزت عن التعبير ولم تنطق بأي كلمة، وفهمنا فيما بعد أنها لا تتكلم، بعد أن أكد لنا أحد الجيران أن الرائحة الكريهة أثرت على دماغها وتسببت في فقدانها النطق.