سلطانة

زيارة النساء للمقابر في العيد: بين الجواز والبدعة

يصر المغاربة على زيارة الأقارب في المناسبات والأعياد، وهذا الإصرار لا يقتصر على زيارة الأحياء منهم، بل يشمل زيارة الموتى في المقابر، لهذا ترغب النساء في زيارة المقابر لأنها تذكر بالموت والآخرة، بالإضافة الى حنينها لأهلها في الأيام المباركة.

لكن السؤال الذي يؤرقها وهي تزور المقابر هو: هل زيارتها للقبور جائزة؟

وبهذا الصدد سألنا زيد بو شعراء أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن طفيل فقال: “السنة يوم العيد أن تخرج النساء إلى المصلى سواء في ذلك الطاهرات منهن والحيض لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج العواتق ذوات الخدور والحيض، وليشهدن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحيض المصلى، قالت حفصة: قلت: أليس تشهد عرفة وكذا وكذا”.

وأكد زيد بو شعراء أن زيارة النساء للمقابر أمر جائز عند بعض العلماء إذا احترمن أذاب زيارتها، فقد رخص في ذلك علماء المدينة والامام مالك، وقال: “قد خرج النساء قديما في الجنائز، وخرجت أسماء تقود فرس الزبير، وهي حامل، وقال: ما أرى بخروجهن بأسا ويدل على الجواز ما رواه ابن أبي شيبة من طريق محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في جنازة فرأى عمر امرأة فصاح بها فقال دعها يا عمر”.

وأضاف زيد بو شعراء في اتصال لمجلة “سلطانة” قائلا: “هذه سنتهن أما ما تفعله بعض النساء من زيارة المقابر صبيحة العيد بدلا من الذهاب الى المصلى فهو عادة غير مرضية، فلو بدأت بالمصلى قبل المقابر لكان حسنا، بشرط ألا تعتقدن أن زيارتها هذا اليوم فضيلة زائدة على سائر الأيام أو توابا لا يوجد في غيرها أو فائدة للميت فإن اعتقاد ذلك لا أصل له في عقيدة الإسلام”.

أما الدكتور عبد الرحيم أشن عضو المجلس العلمي للجديدة فقد قال في تصريح لمجلة “سلطانة” “إن زيارة القبور سنة مشروعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام “: كنت نهيتكم عن زيارة القبور، كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزروها فإنها تذكركم بالآخرة”.

يضيف عضو المجلس العلمي “ان الشرع لم يحدد يوما معينا لزيارة القبور، لذلك فإن تخصيص يومي العيد بزيارة القبور بدعة مكروهة، وقد تكون حراما إذا رافقتها الأمور المنكرة التي نشاهدها في أيامنا هذه يوم العيد، وينبغي أن يعلم أنه لا يجوز تخصيص زمان أو مكان بشيء من العبادة إلا بدليل شرعي”.

ويكد أوشن أن تخصيص يوم العيد لزيارة القبور مما لم يرد عن الرسول، فلم يكن من هدي سيدنا محمد ولا من هدي صحابته.

vous pourriez aussi aimer