سلطانة

“انتحار الرسول” يثير الجدل في كتب “التربية الإسلامية” بالمغرب

لاحظ رجال التعليم وجود حديث نبوي مشكوك في صحته في مقرر التربية الإسلامية للسنة الخامسة ابتدائي، مفاده أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام حاول الانتحار، وهو حديث مأخوذ من كتاب “صحيح البخاري”.

وانقسم  ناشطون مغاربة من أساتذة ومتابعين بين من أعرب أن كتاب “صحيح البخاري” ليس مؤكدا مائة بالمائة ويتضمن افتراءات وأكاذيب، وبين من صدقه وذكر سياقات ورود هذا الحديث.

وجاءت صيغة الحديث الذي يروي محاولة انتحار النبي (ص) من شاهق كالتالي: “قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ”.

ويتابع كتاب البخاري نص الحديث: “فَكُلَّمَا أَوْفَى ـ أي النبي ـ بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ؛ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ”.

التعليم المغربي

ولم يحدث هذا الخلاف لأول مرة بالمغرب، بل أثار الشيخ الأزهري محمد عبد الله نصر المشهور بلقب “ميزو” جدلا واسعا في مصر، بعد أن عبر عن رغبته في الانتحار بسبب ظلم قال إنه تعرض له، مبررا ذلك بأن النبي العظيم حاول الانتحار أكثر من مرة، ومنعه جبريل، مشيرا إلى حديث انتحار النبي في صحيح البخاري رقم 6581، في كتاب “التعبير”، باب بدء الوحي.

ولا يرى معاذ الوردي الباحث المغربي في الفكر الإسلامي في تصريح له مع موقع “هيسبريس” أن  كتاب “صحيح البخاري” هو أصح كتاب بعد القرآن الكريم، مشيرا إلى أن هذا الحديث غير مؤكد بالإضافة إلى أنها ليست من شيم أطهر الأنبياء وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

vous pourriez aussi aimer