المغربيات: غائبات عن الاقتصاد والسياسة.. حاضرات للدفاع عن حقوقهن
كشفت معطيات بحث إجرائي حول مشاركة المرأة في الحياة العامة بالمغرب، أن المرأة المغربية تبقى غائبة أو مستبعدة من المجال الاقتصادي ومن عمليات صنع القرار داخل الأحزاب السياسية، إذ إنّ عالم السياسة لم يجذب إلا جزءا صغيرا ممن شملهن البحث، في حين يتركز حضورهن في النشاط الجمعوي وهيئات الدفاع عن المرأة.
وفسرت الدراسة التي أعدتها “منظمة فتيات الانبعاث”، بشراكة مع “الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب”، و”جمعية شبكة النساء الرائدات” بكون الحقل السياسي من اختصاص الرجال، ويصعب على المرأة اقتحامه حتى ولو كانت ناشطة متمرسة، وذلك حسب شهادات المستجوبين في البحث الذي أنجز على عينة من 300 امرأة في محور الدار البيضاء- القنيطرة. فإن السياسة تُعتبر “فضاء لازال مبهما ويصعب فك رموزه”.
بالإضافة إلى انتشار الامية بين الإناث وقلة أو تأخر ولوجعن إلى الفضاء العام، يؤدي هذا التصور السائد حول السياسة، إلى ترسيخ وتكريس فكرة عدم ثقة المرأة في نفسها، مع إحباط عزيمة اللواتي استطعن الولوج إلى عالم السياسة بسبب غياب الديمقراطية داخل بعض الأحزاب، وعدم احترام مسألة النوع في تسييرها اليومي، إذ تنعقد الاجتماعات حتى وقت متأخر، واتخاذ قرارات خارج هيئات الحزب.
على الرغم من اقتحام بعضهن رغم قلتهم للمجال السياسي، فإن العوائق التي تواجه المرأة تظل تلازمها بسبب غياب آليات وتدابير لتعزيز دور المرأة، و”النهج الذكوري”.
هذا وأشارت الدارسة إلى أن زوجات وبنات وأخوات القادة السياسيين اللائي استطعن ولوج الأحزاب بفضل هذه القرابة العائلية يظللن تحت وصاية الأب أو الزوج أو الأخ…ومن ثمّ تكون أدوارهن هامشية داخل الإطارات السياسية التي يشتغلن فيها.