سلطانة

الإنتاجات الرمضانية.. بين “الحموضة” و “غرف النوم”

أيام قليلة مضت على بداية شهر رمضان، لم تخرج فيه جودة الأعمال التلفزيونية التي برمجتها القنوات الوطنية في رمضان عن دائرة “الرداءة والاستهلاك” كما هو الحال في السنوات الماضية.

“الحموضة”.. هو التعبير والوصف المتداول على نطاق واسع بين مغاربة “الفايسبوك” ونقاد في تقييمهم للبرامج التي تبث يوميا في أوقات الذروة المحددة قبيل الإفطار وبعده.

إنتاجات تطبعها “الحموضة”

وأعرب نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن خيبة أملهم في مستوى وصفوه بـ”الرديء” و”الضحك على المغاربة”.

وعلق الصحافي هشام تسمارت، على أسماه بـ” وقاحة” القناة الثانية في تناولها لموضوع زلزال مدينة الحسيمة وتوظيفه في سياق هزلي، وكتب: “الأدهى أنهم جاؤوا بمقطع الكارثة من الأخبار في سياق الهزل بينما يقول أحدهم في ما يسمى “الكاميرا الخفية” إن مدينته تستعصي عن الزلازل”.

فيما طالب ناشط آخر في فيديو نشره على موقع “اليوتوب”، بالتوقف عن الضحك على ذقون المغاربة، وقال ساخرا ” أن نشاهد سينا في ثوان أفضل من هذه الرداءة التي تبث كل يوم على قنواتنا”.

تكرار نفس الوجوه والشخصيات

وفي تعليقه على ذلك، قال مصطفى الطالب الناقد الفني والسينمائي، “ليس هناك أي عمل مقنع أو شيء يجذبك لمشاهدته، ماعدا استمرارية الأجزاء الأولى والثانية لبعض المسلسلات والسيتكومات”، معتبرا أنها لا ترقى إلى مستوى تطلعات المشاهد.

وانتقد الطالب في حديث لـ”سلطانة”، تكرار نفس الوجوه كل سنة وغياب العمق والقصة في الأعمال المقدمة، وقال “نفس الأشخاص يكررون أنفسهم في عمل معين دون إبداع”.

ونوه الناقد الفني بسلسلة “لويبرج” التي قال عنها تتضمن “فكرة جيدة”، مستطردا قوله “لكن الرهان في إنتاج 30 حلقة بنفس المستوى، لانه ليس من السهل إضحاك المغاربة”.

ودعا الناقد الفني المخرجين وكتاب السيناريو إلى الرقي بالأعمال الفنية والتعامل مع الأدب المغربي، مشيرا في ذات السياق إلى انكبابهم على الاشتغال خلال السنوات الأخيرة على الدرما التراثية.

سيتكومات من غرف النوم

من جهته، اعتبر عبد العالي كينيت رئيس جمعية حقوق المشاهد أن المنتوجات التلفزيونية تسيء أكثر للمشهد الإعلامي، وقال “هذه البرامج أبانت عن فشل الحكومة في تدبير قطاع الإعلام كاملا”.

وانتقد الفاعل الحقوقي ما وصفه بـ”سيتكومات في غرف النوم”، وأضاف “كيف يعقل أن تبث قنواتنا العمومية سلسلات قبل الفطور تتمحور حول غرفة النوم، هل هذا المنتوج موجه لمغاربة الصائمين أم لمواطنين في بلد آخر؟” يتساءل كينيت.

vous pourriez aussi aimer