سلطانة

الموظفات المغربيات خلال رمضان.. معاناة التغيير والعادات المرهقة

تتغير أوقات العمل وتتغير معها ظرفية الاشتغال، وشهر الصيام يتطلب منها التكيف مع نمط حياة يختلف عن ذاك المألوف طيلة السنة، فكل الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة، تكيف توقيت العمل مع أجواء الشهر الكريم، والذي تكون المرأة الموظفة أكثر شخص معني بها داخل المؤسسة.

رمضان، شهر السنة المدلل عند المسلمين والمسلمات، يأتي بتغيير في أوقات النوم والأكل والعمل، وهو أيضا شهر يلزم النساء بوقت طويل في المطبخ، إذ يتطلب تحضير سفرة الإفطار الرمضانية وقتا طويلا، بالنظر لما اعتاده المغاربة من تحضير أطباق خاصة للإفطار، وأخرى للعشاء والسحور، كل هذا ينزل بثقله على عاتق المرأة الموظفة، التي لا تجد معينا إلا نادرا.

وحسب الأخصائي النفسي، رضا امحاسني، يبقى شهر رمضان “فترة تحول مهم في عاداتنا ومعيشنا اليومي، التي يجب أن يتأقلم معها الفرد والمجموعات أيضا، لكن هذا الشهر يظل شهرا أصعب على المرأة من الرجل، ففي الوقت الذي تنزل كل المشاغل عليها بكل ثقلها، يكون هم الرجل التركيز على العمل والتفرغ بعده للراحة أو الرياضة التي ربما يمتنع عنها طيلة السنة” حسب تعبيره.

“أما المرأة فتستمر في معاناتها الممتدة طيلة السنة، والمتمثلة في المزاوجة بين العمل خارج المنزل وداخله بطريقة غير متساوية بتاتا مع الرجل”، يقول المتحدث مؤكدا أن “هذه الحالة غالبا ما تزداد حدة خلال شهر رمضان، الذي تفرض طقوسه عملا أكثر على المرأة، فداخل المنزل عليها أن تتفوق على نفسها وتكون في مستوى تطلعات ما تشتهيه الأسرة، وفي العمل عليها تحمل “المرمضنين” وما يؤول إليه مزاج البعض”.

وختم المتدخل تحليله، بالقول إن “كل ما تعانيه النساء سواء خلال رمضان، أو خلال السنة بأكملها، يأتي في غياب تام لأي محاولة لتقاسم المهام معها من قبل الرجل إلا في حالات ناذرة، أو على الأقل مساعدتها في نسبة من أعمال المنزل المنهكة، أ كان ذلك قبل الإفطار أو بعده، وأكيد أن لذلك آثاره السلبية على صحتها الجسدية والنفسية”، يقول المتحدث.

ومما يعزز تحليل رضا امحاسني، دردشة لمجلة “سلطانة” مع زهور، مساعدة اجتماعية بمستشفى ابن رشد للأمراض النفسية والعقلية بالدار البيضاء، أكدت خلالها كونها فعلا تعاني من تغير نمط حياتها طيلة شهر الصيام، والسبب حسب قولها “تغيير في عادات الأكل والشرب، والسهر الذي يفرض علينا من أجل الصيام، فهو أمر منهك، يضاف له مشكل الحرارة المفرطة التي أصبحت مرافقة لشهر رمضان خلال السنوات الأخيرة”.

وبغض النظر على كل هذا، يظل شغل زهور الشاغل، “كيفية التأقلم مع المرضى وزوار المشفى، الذين يتطلب التعامل معهم، صبرا كبيرا وقدرة على تحمل الآخر الذي تختلف حالته الصحية والعقلية، ويفرض علينا تعاملا خاصا يتطلب جهدا أكبر من ذلك الذي نحتاجه في عمل آخر، أما عن التحضيرات فقد اعتبرت المتحدثة كون “، حسب تعبير المتحدثة.

سناء وهابي، أستاذة التعليم الثانوي في مادة الفرنسية، اعتبرت هي الأخرى في حديثها لمجلة “سلطانة” كون عملها القائم على التواصل المستمر صوتيا وجسديا وفكريا مع تلامذتها، يظل أمرا مرهقا وصعبا للغاية، خاصة وأن التعامل مع تلاميذ في سن المراهقة، يتطلب جهدا إضافيا بالنظر لطبيعة نفسيتهم في هذه الفترة الخاصة”، تؤكد المتحدثة مردفة “أن تعب ما بعد فترة العمل، بحر آخر لا تغرق فيه سوى المرأة”، مذكرة أنه “من اللازم على كل يعيش ضمن أسرة، أن يسهم في تحضير مائدة الإفطار وما يليها من مشاغل البيت”.

vous pourriez aussi aimer