“عيد الأم”.. قصة ابتكار أمريكي أصبح مناسبة عالمية لتكريم الأمهات
بدأ الاحتفال بعيد الأم منذ مطلع القرن العشرين، ويعتبر من أبرز المناسبات العالمية لتكريم الأمهات والاعتراف لهن بفضل ما يقمن به من حق الرعاية لأبنائهن، وما يبذلنه من مجهودات في سبيل الرقي بالمجتمع.
ويعود الفضل للاحتفاء بهذا العيد إلى الأمريكية، “أنا جارفس” صاحبة الفكرة الأولى، منذ 12 ماي من عام 1912، بعدما رأت أن الأبناء في الغرب يقصّرون بحق أمهاتهم، واعتبرت أنه إذا قامت كل أسرة من الأسر المتحاربة مع بعضها بتكريم الأم والاحتفال بها سينتهي النزاع والكره الذي يملأ القلوب.
وبعدما أصبح عيد الأم مناسبة يتم الاحتفال بها في مختلف الولايات الأمريكية، دعت “أنا” إلى أن يكون هذا العيد مناسبة عالمية تحتفي به كل شعوب العالم، فنجحت في تحقيق حلمها بعدما انتشرت الفكرة في جميع أنحاء المعمورة، وأخذت تحتفل به أزيد من 40 دولة على المستوى العالمي.
لكن في المغرب يختلف المواطنون إزاء الاحتفال بهذه المناسبة العالمية، ففي الوقت الذي يرى البعض أنه لا بأس من الاحتفاء بعيد الأم، للتعبير عن مشاعر المحبة والاعتراف بما تقدمه الأمهات، يرى آخرون أن هذا العيد تقليد غربي، ومن جملة البدع والمحدثات التي دخلت ديار المسلمين.
وفي هذا السياق، يقول سفيان “لا أحد ينكر أن الكثير من المغاربة يحتفلون بهذه المناسبة التي لا تخصنا ولا تمت للإسلام بصلة، كما هو الشأن بالنسبة للاحتفال برأس السنة، وعيد الحب وغيرها من الأعياد الغربية”، معتبرا أن هذه الأعياد كلها تعتبر في نظره تقليدا أعمى لليهود والنصارى.
وأشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :”خالفوا اليهود والنصارى”، وفي حديث اخر: “من تشبه بقوم فهو منهم” لهذا يرى أنه لا داعي للاحتفاء بهذه الأعياد ما دام أنها ليست من أعياد المسلمين.
وبدوره، يرى ناصر الدين، أن “عيد الأم” من الأعياد، التي وضعها الرأسماليون لتشجيع حركة البيع والشراء على المستوى العالمي، مشيرا إلى الاحتفاء بهذا اليوم يشعره بالاشمئزاز “لأني لا استطيع أن أعطي أي شيء لأمي، أو أوفيها حقها كاملا”.
أما الشاعرة وداد بنموسى، عضو كتاب المغرب، فترى أن المغاربة لم يصلوا بعد إلى مرحلة من الرقي، ليعبروا عن اعترافهم بالأم المغربية في يومها العالمي، وإلى الاحتفال بها وتخصيص يومها للعناية والتكريم والتعبير عن الحب لها.
وذكرت أن الاحتفاء باليوم العالمي للأم، لا يتم إلا في بعض المؤسسات التعليمية الخاصة، التي تجعل من هذا اليوم حدثاً، وتدفع التلاميذ إلى صنع أشياء يدوية أو حلويات أو رسومات، أو إنشاد أغنيات تعكس مدى حبهم للأم، ويعبرون عن الشكر بطريقة بريئة وخالصة، منبعها الطفولة وسِمَتُها البراءة.
أما الأزواج بحسب وداد، “فلم يعتادوا بعدُ على هكذا احتفال، لا ورود ولا هدايا ولا مفاجآت سعيدة، إلا إذا استثنيْنا بعض العائلات الميسورة التي لا تفوِّت فرصَها لإقامة سهرات وحفلات بمناسبة أو بأخرى، حتى يستمر حبل الود موصولاً، وحتى يعُمَّ السلام داخل البيت”.
وتشير إلى أنه “رغم أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي، تزخر برسائل الحب وأغنيات الأمومة، إلا أن ذلك لا ينعكس على الجو العام داخل البيت”.