سلطانة

“غشاء البكارة”.. شرط مقدس لا يتنازل عنه المغاربة

“نعم يمكن لي أن أقبل الزواج بفتاة فقدت عذريتها، شريطة أن تصارحني بذلك”، هكذا أجاب الطالب شكيب الشطري، عندما سألناه فيما إن كان يقبل الزواج بفتاة فقدت عذريتها أم لا؟ وعزى عدم تقبل الشباب المغاربة اليوم الزواج بفاقدات غشاء البكارة، إلى الثقافة الذكورية السائدة والفكر الرجولي الطاغي.

وقال الشطري ذو الـ 23 ربيعا، في تصريح لـ”سلطانة” بأن المجتمع المغربي، لا يزال يصف الفتاة فاقدة العذرية بـ”العاهرة”، ويتناسى بأن فقدان البكارة قد ينتج عن عوامل عدة ليس بالضرورة أن تكون نتيجة اتصال جنسي، مشيرا إلى أن عددا من الفتيات يتعرضن للاغتصاب، كما أن فقدان غشاء البكارة يأتي عن طريق حادثة أو نتيجة حركة غير إرادية”.

وتابع “صراحة أستغرب ممن يصف فاقدة غشاء البكارة بـ”العاهرة”، وينسى العاهر الذكر، الذي كان السبب الرئيس في فقدانها وذلك تحت لواء الأكذوبة “راجل كايبقا راجل”، على حد تعبير الطالب بجامعة محمد الخامس بالرباط.

وبدوره عبر عصام شاب عشريني عن إمكانية الزواج من الفتاة التي فقدت عذريتها، خاصة إن كان ذلك نتيجة الاغتصاب أو تعرضت لاعتداء، “لأنها في هذه الحالة تكون غير راضية عما تعرضت له، أما إن فقدت عذريتها عن طيب خاطر فأنا لا يمكنني أن أتزوج ببائعة هوى”.

أما مصطفى السعليتي، أستاذ علم النفس الاجتماعي، فيرى بأن التفكير الاجتماعي المغربي وتقاليد البلد لا تسمح بقيام علاقات جنسية للفتاة قبل الزواج، في الوقت، الذي يمكن للرجل أن يتمتع ويمارس جميع الحريات بما فيها الحرية الجنسية.

وأشار إلى العلاقة الجنسية، تبقى غير مشروعة إلا بعد عقد النكاح، “لأن الإنسان المغربي بطبعه لا يمكن أن يتقبل نفسيا المرأة التي مارست الجنس قبل الزواج، بحيث يعتبر ذلك نوعا من الدعارة”.

وأضاف في حديث مع “سلطانة” بأن قضية “العذرية”، لا تزال تحضي بمكانة جوهرية في الزواج، وبحكم التقاليد فإن فقدان الفتاة لغشاء البكارة، يعد “مسا للشرف والسمعة”، ثم ذكر في هذا الصدد “بأن الفتيات اللائي فقدن عذريتهن لسبب من الأسباب تبقى حظوظهن في الزواج قليلة جدا، مع وجود فتيات يتزوجن رغم فقدان العذرية بحكم التطور، الذي عرفه المغرب على مستوى الثقافة والتمثلات والمعتقدات”.

وتابع السعليتي “ورغم أن التمثلات الاجتماعية والمواقف قد تغيرت بالمغرب، لكن ممارسة الجنس قبل الزواج يعتبر خطأ فادحا لا يغتفر، لا على المستوى الأخلاقي الديني ولا على المستوى الاجتماعي”، مشيرا إلى أن الرجل يمكن أن يكون متسامحا، ويعتبر الأمر شيئا عاديا، لكنه في الوقت نفسه يكون مقيدا من الناحية الاجتماعية والثقافية.

والدليل على ذلك، يقول الباحث في علم النفس الاجتماعي، إن الرجل في ليلة “الدخلة”، يمارس عليه نوعا من الضغط النفسي والعائلي والاجتماعي ليبين أن الفتاة التي تزوج بها احتفظت ببكرتها، كاشفا في هذا السياق بأن “بعض العائلات تحتفل بإخراج الدم للتعبير على أن المتزوجة لم تفقد بكرتها ولم تمارس علاقة جنسية قبل الزواج، وهو ما يعتبر شرفا للزوجين ولعائلتهما”، بحسب تعبير السعلتي.

ويبقى موضوع “بكارة المرأة” في المغرب من أكبر المواضيع المثارة للجدل، ففي الوقت الذي تحظى الفتاة المحافظة على شرفها بسمعة طيبة وتكون أوفر حظا في الظفر بفارس أحلامها، تتحول فاقدة غشاء البكارة إلى عاهرة وتعاقب بالحرمان من الزواج.

vous pourriez aussi aimer