سلطانة

طنانة: جسد المرأة في أعمالي رد على أفكار المجتمع الاحتقارية

استطاعت الفنانة التشكيلية التطوانية الأصل، خديجة طنانة، عبر أعمالها المتفردة، أن تثير نقاشا في قاعة الندوات الخاصة بالمنتدى الثالث المنعقد أخيرا بمدينة تازة، بالتزامن مع مهرجان فنون الفرجة في دورته الثانية والذي حمل عنوان “المرأة في فنون الفرجة”، إذ أثارت إشكالية حضور المرأة في الأعمال الفنية كموضوع وجسد.

وقد كان لمجلة “سلطانة” دردشة حول الموضوع مع طنانة، التي اعتبرت أن رسم الجسد بصفة عامة والتركيز على إبراز جسد المرأة بصفة خاصة، جاء كتعبير عما تكتنزه دواخلها، قائلة “كنت جد مشغولة بموضوع نعيشه يوميا، وهي “الحكرة” التي تلفنا بسبب حصرنا في المرتبة الثانية في كل شيء حتى في خطاب المغاربة اليومي”، تقول الفنانة.

وقالت خديجة طنانة في شرحها أسباب التركيز على الموضوع، أن “رسومي متخصصة في وصف الجسد، فكثرة الإساءة للمرأة ولدت لدي الرغبة في الرد على هذا الفكر ومحاربته بشتى الطرق من أجل القضاء عليه”، مؤكدة أنها تتعمد إظهار جسد المرأة في أعمالها دائما في الوسط وفي وضعية قوة، محاولة منها استرداد حقوقها التي هضمت على مدى قرون”.

حضور المرأة في الأعمال الفنية والفنون بشتى أنواعها، حسب الفنانة التشكيلية، “ليس قويا وفعالا إلا لدى النخبة، إذ أن هذه الأعمال لها جمهور محدد ولم تستطع جلب جمهور عريض، إذ لم تصل للمرأة القروية مثلا ولم تؤثر عليها، ولا أدل على ذلك من أن أكبر المناصرين للمرأة على قلتهم كانوا رجالا، وكانوا يتلقون ردود فعل سلبية من رجال آخرين،  وكانت تساعدهم في ذلك العديد من النساء، هن من يكن سببا في الردات الحقوقية، بعدما يتم شحن عقولهن بكونهن عورة، ويتم تغليف الخطابات بالدين الذي يعتبر بالنسبة لهم السلاح الأقوى للتغلب على العقول”، تؤكد طنانة.

وختمت خديجة كلامها عن الفن بقولها إن “له طاقة قوية وسحرية على الفكر والأفكار ويساعد في تمرير العديد من الأمور التي يصعب علينا تمريره بطريقة مباشرة، لكن الحل في محاربة الفكر الرجعي يظل في يد الدولة، التي تمتلك القدرة على تغيير الأفكار، لأنها تمتلك الوسائل ومصدر القرار، وهذا لن يحدث إلا إن لم يتعارض هذا الفكر التحرري مع مصلحة من هم في القيادة، وإلا ستتم محاربة هذه الأفكار من الأعلى”، حسب تعبيرها.

vous pourriez aussi aimer