وسيلة: لن أرضخ لشروط عمل مهينة من “بزناسة” الميدان الفني
تستمر الفنانة المغربية الشابة، وسيلة صابحي، في التألق والعطاء من خلال عرض الفرقة المسرحية Trace pour les arts الأخير المعنون بـ “كلام الصمت”، الذي يجول مدن المملكة بعد حصوله على دعم وزارة الثقافة، وتتألق في تأديته كممثلة رئيسية تحت إشراف المخرج الشاب، أمين ناسور.
عرض “كلام الصمت” الأخير بمدينة تازة، لاقى نجاحا كبيرا، وأجج على نجمة المسرحية التي أدت الشخصية بشكل متقن أسئلة كثيرة من الجمهور، الذي ظل يتساءل عن سبب غيابها عن الشاشة طلية السنتين الأخيرتين، فكان لمجلة “سلطانة” معها هذا الحوار، في محاولة لمعرفة الأسباب بالإضافة لآرائها حول العديد من الموضوعات.
غبت عن الشاشة لمدة طويلة، ما السبب وراء ذلك؟
فعلا، غبت عن الشاشة خلال العامين السابقين، إذ لم أشارك سوى في فيلم تلفزي واحد، أما المسرح فلم أنقطع عنه أبدا، والسبب أني حاليا أتابع دراستي بسلك الماستر تخصص التعليم الفني والتربية الجمالية، وهو ما يطرح أمامي صعوبة الالتزام بمواعيد التصوير، فكان اختياري أن أقف من التركيز على الحقل العلمي.
هل هذا هو السبب الوحيد أم أن ما يعرض عليك ليس في مستوى تطلعاتك؟
صراحة مستوى العروض التي أتوصل بها لم يكن أبدا مقنعا كفاية لأشارك فيها، وكما يعلم الجميع المجال الفني ما زال يعاني من الكثير من المشاكل ونتمنى أن تتحسن الأمور في المستقبل، وإلى ذلك الحين لن أرضخ في لشروط عمل مهينة من أناس غرباء عن الميدان، وخاصة “صحاب الشكارة” ممن احترفوا “التبزنيس” في الممثلين وفي الأدوار وفي كل شيء، ولم يجدوا إلى اليوم سلطة قادرة على ردعهم.
لكن العديد من الفنانين ينشطون كثيرا في الفترة الحالية، خاصة مع اقتراب رمضان؟
للأسف هناك من الممثلين والفنانين من يقبلون بشروطهم “الله يحسن العوان”، كل منا له ظروفه وأسبابه، لكن عن نفسي لا أقبل ولن أقبل بشروط عمل بسيطة، ولن تكون لي عودة للتلفزيون أو السينما إلا إذا كنت راضية 100 بالمئة على العمل الفني، وعلى قيمته المعنوية والمادية.
هل امتناعك على العمل أسبابه مادية فقط أم مهنية أيضا؟
امتناعي عن العمل مؤخرا يأتي لكوني مقتنعة بأن العمل في دور لم يعرض علي إلا في آخر لحظة لن يؤتي سوى الرداءة، وبالإضافة إلى ذلك شروط “أشباه المنتجين” المادية لا تناسبني ولا يمكن أن أقبلها.
هل أصبح الميدان موبوءا لدرجة أن العديدين أصبحوا يهجرونه ويشتكون بعده من “الدخلاء” و”المتطفلين”؟
كل الميادين لها مشاكلها وفيها صنفين من الناس، صنف يحترم أخلاقيات المهنة، وآخر لا يعرفها أصلا ليحترمها، لكن وبحكم أن الميدان الفني يظل دائما تحت الأضواء، تصبح مشاكله الكثيرة -التي تستوجب علاجا سريعا- أكثر بروزا للمتتبع، وأرى أن قانون الفنان سيكون حلا جميلا. صحيح أنه سيتطلب وقتا من أجل تطبيقه، لكنه على الأقل سيحمي الممثل الذي يبقى الحلقة الأضعف والذي لا يحميه أحد أو شيء لا معنويا ولا ماديا من الأضرار التي تلحقه.