ناسور يحرر المرأة بتازة عبر “كلام الصمت”
كان لجمهور عاصمة المغارات لقاء مع العرض الأخير لفرقة Trace pour les arts المتجسد في عملها المسرحي الأخير “كلام الصمت”، وذلك في إطار فعاليات مهرجان فنون الفرجة بتازة في دورته الثانية، التي تحتفي هذه السنة بالمرأة وتنظم تحت شعار “المرأة في فنون الفرجة”، وتستمر إلى غاية اليوم مساء.
المونودراما التي كانت بطلتها الممثلة الشابة وسيلة صبحي، والتي أثارت إعجاب الجمهور التازي الغفير الذي حل بمسرح المدينة من أجل متابعة العرض، تعكس التيمة التي اختيرت عنوانا للدورة الثانية للمهرجان، وهي مسرحية تحكي معاناة المرأة ككيان حر مستقل بذاته، وتحكي صراعها مع نفسها، عبر الاستعانة بنص حوار داخلي مع ذاتها أو ظلها الذي يحاول إلزامها الصمت، الذي تستمر في تحديه ومحاولة التغلب عليه.
الشخصية الرئيسية في المسرحية والتي جسدتها الممثلة الشابة وسيلة صبحي، هي “تمثيل لشخصية المرأة التي تحاول الانعتاق من المجتمع ومن نظرته الاحتقارية، وأيضا من نفسها، إذ تظل طيلة العرض في صراع مع ذاتها لتجعل من نفسها كائنا مستقلا فعليا”، حسب ما صرحت به وسيلة لمجلة “سلطانة”.
وقد اختار المخرج أمين ناسور، الاشتغال عبر المونودراما التي اعتمد فيها على نص عبد الرحمان زيدان، على نص عربي أبعده وجمهوره عن الرتابة، ومزج خلال المسرحية بين التشخيص والموسيقى التي كانت عنصرا حيا وفعالا فيها، والتي أداها الفنان ياسر الترجماني وواكب عبرها التشخيص الكلي للمسرحية من بدايتها إلى نهايتها، وأدى بالإضافة إلى ذلك شخصية الظل عبر تواجده على الخشبة.
وكما لاحظ جمهور تازة، فقد لعب الديكور الذي اختاره ناسور، دورا فعالا في خدمة موضوع مسرحيته، إذ كان لكل عنصر من العناصر المتواجدة على الخشبة رمزية خاصة، بالإضافة إلى الإضاءة التي كانت من توقيع عبد الرزاق آيت باها، والتي لعبت دورا مهما للغاية، إذ كانت متناسقة مع تيمة المسرحية وتتغير بتغير حالات الشخصية الرئيسية، كما استعمل الرقص للتعبير بالجسد عن مكنونات الشخصية البطلة والابتعاد عبره عن الرتابة والحكي الممل.