فتيحة النوحو: أنوثتي انتزعت مني.. ولست امرأة ولا رجلا
بعد تجربة شعرية تشارف على العقدين، اختارت الشاعرة والصحافية فتيحة النوحو الحديث عن تجربتها بلغة السرد، في مؤلف “غبن أن نهوي”.
تقارب “النوحو” من خلال مؤلفها مفهوم السعادة كما التعاسة بطريقة ساخرة، واستحضار أحداث متنوعة من حياتها تبرز جوانب من شخصيتها التي لا تحب الأصفاد.
وفي حديثها عن مؤلفها لـ”سلطانة”: تقول النوحو”: المؤلف هو سرد ذاتي لعدد من المواقف التي كنت أغضب منها وعليها وأنا طفلة، ومراهقة، وصحافية وشاعرة أيضا، ومن خلالي أحاكم العديد من الأشياء بما فيه الدين والأخلاق”.
وأضافت “المؤلف استحضرت فيه إصرار عمتي التي كانت تود أن تزوجني، ولم أستطع أن أفصح حينها وأقول بصوت مرتفع أن عقد النكاح والرجل يشعرني بالغثيان”. مستطردة قولها ” أنا لم أحس أبدا أني امرأة ولا رجل، أحس أني جنس به آدمية أكثر.. أنا إنسانة”.
وأوضحت الكاتبة أن علاقتها بوالدتها، وحياة اليتم التي عاشتها بعد وفاتها أثرت في تكوينها النفسي، وقالت “لم أعد أعيش أنوثتي بالمعنى الطبيعي، لأن أنوثتي انتزعت مني وأنا في سن المراهقة “.
من جهة ثانيةـ ضمنت فتيحة النوحو مؤلفها مشهدا مجتمعيا ليس مألوفا، بحيث تتحول الزوجة إلى لعب دور العشيقة لزوجها، بعدما هجرته وقررت السكن في غرفة صغيرة بإحدى الفنادق مع ابنتها بعدما أذاقها الزوج نار العذاب”
وجاء بـ”غبن أن نهوي..”: “لننعي البهجة، لينتحب الفرح، لنجرد البسمة شرف التتويج، ولنسحق أزلية السعادة، فهكذا أراد اللقطاء لنا، طمس اشراقات التاريخ وإخراس ثغور الحضارات. فما أحقرنا ونحن مدينون للتعاسة بوجودنا؟”.