سلطانة

شاعرة أمازيغية: “الإبداع باللغة الأم إحساس جميل بالانتماء”

ترى الشاعرة الأمازيغية خديجة أروهال، أن هناك صعوبة في كتابة الشعر الأمازيغي بحرف تيفيناغ، وتشير إلى أنه ليس بالضرورة أن يقتصر الكُتاب الأمازيغ في كتابة إبداعتهم بالحرف الأمازيغي، بل ينبغي الكتابة باللغات الأخرى من أجل إيصال إبداعاتهم لمن لا يفهمون الأمازيغية.

وقالت الشاعرة أروهال، في حوار مع “سلطانة”، بأن الكُتاب والمبدعون الأمازيغ يجدون أزمة في دعم الكتاب الأمازيغي وقلة الجوائز الوطنية باستثناء جائزة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إلى جانب انتشار إبداعاتهم في مناطق معينة ومحدودة، في الريف وفي سوس والأطلس، فضلا عن محدودية المقروئية في البلاد بشكل عام.

كيف بدأت تجربتك مع الشعر؟

وبدأت تجربتي في مجال الكتابة بتيفيناغ، منذ المرحلة الإعدادية، إذ كنت أكتب الخواطر في تلك الفترة، ويصحح لي أساتذة اللغة العربية والفرنسية، الذين كنت أتلقى منهم التشجيع، ثم نشرت أول قصيدة في مستوى الثالثة إعدادي، على المجلة الحائطية باللغة الأمازيغية، إلى جانب اهتمامي كذلك بالكتابة باللغة العربية والفرنسية.

وتمكنت سنة 2008 من الفوز بجائزة القناة الثانية للإبداع الأمازيغي في صنف القصة تحت عنوان “أكو نتواركيت” بمعنى دخان الحلم، ثم اتصلت بي رابطة كتاب اللغة الأمازيغية بأكادير، وعبروا لي عن إعجابهم بالأعمال التي أُنجزت، وهناك التقيت بالشعراء والكتاب الذين لديهم إلمام بهذه اللغة، وبدأت أكتب معهم.

وفي سنة 2009 أصدرت ديوانا شعريا، تحت عنوان “أزوان نرماد” بمعنى موسيقى المخاض بالعربية، ثم جاء ديوان ثالث حول “تاندرا نافس” بمعنى أنين الصمت الذي ترجمه ، ثم فزت من خلاله بجائزة وطنية للإبداع الأمازيغي، وبعد ذلك أصدرت ديوانا شعريا مشتركا مع عياد الحيان في أواخر سنة 2014 سميناه “أزواك كر تووروين”، بمعنى “التيه بين الكلمات”.

وبعد هذا المسار العصامي، الذي كونت فيه نفسي بنفسي أشعر كثيرا بالسعادة حين أجد كاتبات متأثرات بطريقة كتابة أشعاري باعتباري قدوة لهن في مسارهن الأدبي.

ألا تجدين صعوبة في كتابة الشعر الأمازيغي بحرف تيفيناغ؟

في الحقيقة هناك صعوبة، لكن دواويني التي أصدرت حاولت أن أكتب بحرف تيفيناغ مع إرفاقه باللغة اللاتينية كي يكون من لا يثقن تفيناغ أن يفهم إبداعاتي الشعرية، كما أن آخر ديوان أصدرته هذا العام تحت عنوان “تفيراس” بمعنى الملامح الذي ترجمه مازيغ تزنيت إلى العربية من أجل إيصال إبداعاتي لمن لا يفهمون اللغة الأمازيغية.

فلا بأس إذن أن كتب الأمازيغ بحروف أخرى بغية تسهيل القراءة لغير القادرين على قراءة بالحرف الأمازيغي، مع الحرص على الكتابة بحرف تفيناغ في المقابل لأن اللغة حين تكتب بحرفها تكون أقوى وأوضح.

ماذا عن مقروئية الإبداع الأمازيغي؟

عدد الأمازيغ أنفسهم الذين يقرأون بالأمازيغية محدود جدا، كما أن المقروئية تعرف أزمة بالمغرب ونسبتها ضئيلة جدا، فأنا شخصيا أكتب للأجيال القادمة التي ستقرأ بتفيناغ مستقبلا، وعندما أكتب فإنني أمارس فعل الكتابة نضاليا للأجيال القادمة.

ما هي قراءتك لوضعية الشعر الأمازيغي في المشهد الثقافي المغربي؟

المشكل يكمن في أن الشعر الأمازيغي ينتمي إلى أقطاب متعددة، بمعنى أن الشعر السوسي يقرأ في سوس والشعر الريفي يقرأ في الريف، والأمر ينطبق كذلك على الشعر في الأطلس وبباقي المناطق، فأنا أكتب الشعر بالأمازيغية الميارية، لكن لا أجد من يقرأ لي في الريف مثلا، فأصبح إبداع الشاعر الأمازيغي بذلك يرتكز في مناطق محدودة.

كيف تنظرين إلى مستقبل القصيدة الأمازيغية؟

أرى أن القصيدة الأمازيغية ستعرف مستقبلا مشرقا، لأنه إذا ما عقدنا مقارنة بين الأمس واليوم، نجد أن هناك تحسنا، وهناك إمكانية وأفق كبير للإبداع الأمازيغي الذي يدرس في الجامعات، فعلى سبيل المثال فإن جامعة ابن زهر بأكادير اليوم يتخرج منها سنويا كتاب مبدعون وشعراء.

vous pourriez aussi aimer