في ترجمة للواقع الذي تعيشه السينما المغربية وقاعاتها، أعلن تقرير صادر عن وزارة المالية حول الاقتصاد الإبداعي في المغرب، أن القاعات السينما المغربية فقدت أزيد من مليون مرتاد في ظرف خمس سنوات فقط.
التقرير الذي يضم مختلف الأنشطة الإبداعية ومن بينها السينما، أكد أن عدد مرتادي القاعات قد تقلص من 2.6 ملايين شخص إلى 1.6 ملايين، خلال الفترة ما بين 2009 و2014، وهو ما أثر على مداخيل الشباك، حيث انتقلت من 68 مليون درهم إلى 66 مليون درهم خلال الفترة نفسها.
هذا التراجع حسب الناقد السينمائي، عبد الإله الجوهري، “لا يعكس أبدا مدى حب المواطن المغربي لسينيماه، الذي تحول بينه وبينها مشاكل تمنعه من إدمانها”، وهي الأسباب التي لخصها الجوهري في”عدم وجود قاعات محترمة، لأنها أصبحت تتلخص في ذهن الكثير من المغاربة، إلى أماكن تصلح لأي شيء إلا لمشاهدة الأفلام، وأصبحت مكان حيث يشترى الظلام لممارسة أشياء مخلة لا تمت للفن بصلة، وهذا ما جعل المواطن المغربي يهرب من دور العرض”، يقول المتحدث.
سياسة الدولة وإرادتها على مستوى الإنتاج والأنشطة، تبقى حسب الناقد السينمائي حقيقية، بالإضافة إلى كون المجال حاليا يتسم بحركية كبيرة، لكن على مستوى البنيات “تظل الدولة بعيدة تماما عن القرار الجريء الخاص بدعم القطاع عبر نشر ثقافة سينمائية وبصرية في المجتمع، عبر المؤسسات التربوية منذ الابتدائي، لأن المواطن الذي لا يتربى على عشق الفن لا يمكنه أن يصبح من مرتادي السينما الأوفياء، وطالما ليس هناك جمهور فالقاعات تغلق تباعا”، يؤكد الجوهري.
ومن المشاكل الأساسية التي تتسبب في هجر دور السينما، يقول الناقد السينمائي إنه يتمثل في مشكل القرصنة الذي يعتبر اجتماعيا بالأساس بالإضافة إلى كونه فني، وذلك بالنظر لتشغيله أعدادا هائلة من اليد العاملة المغربية، والدولة غير قادرة إلى حدود الساعة على إيجاد بديل للناس المشتغلين في هذا القطاع الخارج على القانون”، كل هذا جعل الجوهري يعتبر كون ما يجري في هذا القطاع والتراجعات التي يعرفها انعكاس لسياسة الدولة غير الواضحة والسائرة على غير هدى”.
أما الحل “فيجب أن يكون عاما وشاملا يبدأ من المؤسسات التعليمية، وإلى جانبه يجب أن تتكاثف جهود الوزارات خاصة منها التربية والشبيبة والرياضة والثقافة لإدخال ما هو فني في الدرس التعليمي، وتربية النشأ على السينما والثقافة واحترام طقوس المشاهدة وتحفيز أرباب القاعات وإنشاء قاعات جديدة”، يقول الجوهري.