قصة مسنة تحفظ أكثر من 2000 حديث شريف
تمكنت الحاجة الفلسطينية “مريم” من سكان قطاع غزة، من حفظ أكثر من 2000 حديث شريف عن أشرف الخلق سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، رغم كبر سنها، الذي لم يثنها عن شق طريق الحفظ طاعةً لله وحبًا لرسوله الكريم، وفق ما نقلته وكالة “إينا” الإسلامية.
الحاجة مريم يوسف النقلة (70 عامًا)، من قرية جولس المُهجرة بفعل الاحتلال الإسرائيلي عام 48، تعيش بين أحضان عائلتها في منطقة دير البلح وسط القطاع، الذي يرتع تحت حصار إسرائيلي لا يزال مستمراً لأكثر من 10 سنوات.
تقول الحاجة “مريم”، عن بداية حفظها للأحاديث النبوية: “كانت بدايتي في حفظ الأحاديث منذ عامين حينما كنت أحضر الندوات الدينية في المساجد وقراءة الأحاديث قراءةً هامشية حتى تعلقت بها”.
وأضافت: “بدأت أذهب إلى المسجد كي أقرأ الأحاديث أمام الحافظة قراءة مضبوطة بالشكل ثم تقيمني على ذلك، ثم أعود إلى منزلي لمراجعة ما قرأت، حتى أنهيت كتاب أحاديث المنتخب في رياض الصالحين، وكتاب المئة النسوية، وكتاب عمدة الأحكام، فحفظت الكثير من أحاديث رسول الله التي تعكس حياتنا اليومية”.
وتشعر الحاجة “مريم” بسعادة بالغة لحفظها الأحاديث النبوية محبة لرسول الله وطاعة لوجه الله تعالى، تحمد الله الذي هداها إلى هذا الطريق لا تريد جزاءً ولا شكورا، ساردةً حديث عمر بن الخطاب الذي يقول: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه” (رواه البخاري ومسلم).
ولم تكتفِ الحاجة مريم بحفظ الأحاديث بل شاركت في عدة مسابقات لحفظ الأحاديث منها مسابقة صالة أبو سراء ومسابقة دار الكتاب والسنة، لافتةً إلى أن ثمرة هذا الحفظ تمكن في مساهمتها في تقديم الحلول والمشورة للناس في مشاكلهم الحياتية، التي تستنبطها من أحاديث رسولنا الكريم، وقالت: “أُجيب الناس بمنطق رسول الله في أحاديثه، فإن لم يفهموها أقوم بسردها كقصة كي تكون أقرب إلى عقولهم”.
أما أكثر الأحاديث التي تستهوي الحاجة “مريم” وتتأثر بها، قالت: “كثيراً ما أستذكر أحاديث الجهاد في سبيل الله، بسبب ما أعاصره من احتلال وحصار على قطاع غزة وتدنيس للمقدسات الإسلامية في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وقتل أبناء شعبي في الشوارع، ولأننا في أرض الرباط يجب أن نكون مستعدين لأي عدوان، بالإضافة إلى حبي للأحاديث التي تتحدث عن المحافظة والالتزام في البيت والمسؤولية داخله”.
وعن الأهداف والأمنيات التي تحاول أن تصبو إليها في الوقت الراهن، أكدت الحاجة “مريم” أنها تسعى إلى عقد ندوات دينية بين نساء الحي يتناقشن في أحاديث رسول الله المختصة بهن والمختصة برجالهن والمختصة بالعصر الحديث. مشيرةً إلى أن قطاع غزة يعيش طفرة دينية ستكون لبنة جيدة تساعدها في ذلك.
ودعت الشباب والشابات إلى الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحفاظ على دينهم وقيمهم الإسلامية، كذلك حفظ أحاديثه بالضبط والشكل عن منطق رسول الله.
ورغم أن الحاجة “مريم” لم ترزق بأولاد يملؤون عليها بيتها، إلا أن الله رزقها بحفظ الأحاديث النبوية والحصول على دورات في أحكام قراءة القرآن الكريم التأهيلية والعليا والنجاح في اختباراتها، لله ما أخذ ولله ما أعطى.