الحطري: “المقصد الأساس من الزواج ليس قضاء الشهوة وإنما الاستخلاف”
قالت الباحثة حكيمة الحطري، إن العنف المبني على النوع يتم ربطه بالشريعة الإسلامية، وذلك في العديد من الكتابات المتخصصة أو في المقالات، التي تحاول أن تبرر أن الإسلام هو السبب في الوضعية التي تعيشها المرأة المسلمة، وهو الأمر الذي اعتبرته “غير صحيح”.
جاء ذلك في لقاء تواصلي نظم من طرف مركز الدراسات والأبحاث للرابطة المحمدية للعلماء وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، خصص لتقديم نتائج دراسة حول “جرد مفاهيم نبذ العنف ضد المرأة في القرآن الكريم والسنة المطهرة”.
وأضافت الحطري، أن الدراسة التي أشرفت عليها، تأتي في إطار ما يسمى بدفع الشبهات عن الإسلام، خاصة في ظل وجود كثير من التوجهات الحديثة والمعاصرة، التي غالبا ما تلصق التهم بالإسلام في كل ما يتعلق بموضوع تعنيف المرأة والإساءة إليها، مشيرة إلى أن تلك الطروحات تروم إلصاق الصورة النمطية السلبية في عقول الأجيال الصاعدة لغايات متعددة.
وأكدت أن الدراسات السابقة، التي قاربت الموضوع لها مقاربات منفردة، “فإما تقارب الموضوع من وجهة نظر قانونية أو اجتماعية أو سوسيو اقتصادية، غير أنه قليلا ما نصادف الدراسات الجادة، الملتزمة بالشروط والضوابط التي اهتمت بنبذ العنف ضد المرأة من وجهة نظر شرعية”.
الدراسة التي اعتمدت فيها الحطري على جرد المفاهيم، وتتبع كل ما جاء في النصوص الشرعية سواء من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الله، ارتأت أن يكون لها ارتباط بالواقع الاجتماعي.
وعن توقف البحث عند إبراز المفاهيم المرتبطة بالعنف الجنسي، أشارت الباحثة إلى أن الدراسة تتضمن أحاديث نبوية تحيل عن رد العنف الجنسي عن المرأة، ذكرت منها “عدم إتيان الرجل المرأة من الدبر أو أثناء المحيض وعدم مباشرتها كذلك في الأماكن التي حرم الله سبحانه وتعالى”.
وأشارت الباحثة في السياق ذاته، إلى أن العنف الجنسي إذا مورس على المرأة بهذه الطرق غير السوية وغير الموافقة للفطرة السليمة، فإن ذلك يدخل أيضا في إطار العنف الجنسي، مشددة على عدم عزل بعض المصطلحات الشرعية عن سياقها العام ذكرت منها على سبيل المثال “حرث لكم”.
وأوضحت أن المقصود بالحرث هو “الرفع من مستوى العلاقة الجنسية الحميمية، كما أنه ليس مجرد علاقة جنسية، تؤدي وظيفة خاصة، وإنما المقصود هو إتيان الزوجة في موضع الزرع”، بحسب تعبير الحطري التي قالت إن المقصد الأساس من الزواج ليس قضاء الشهوة، وإنما الاستخلاف”.
وفي السياق ذاته، كشفت الدراسة، بأن الإسلام متفوق في حفظ كرامة المرأة وتأكيد إنسانيتها، وجعل حقوقها قائمة على أكثر المبادئ إظهار العدالة الإلهية بين العباد، من خلال مبدأ المساواة في أصل النسب البشري، كما أن الشريعة الإسلامية تتضمن إشارات بليغة في التعامل مع المرأة بما يناسب قدرها ومنزلتها ومقامها تأكيدا على رفق الإسلام بها ونبذ العنف عنها، والدعوة إلى الإحسان إليها ورعايتها، والحفاظ على حقوقها.
“ولعل في التفسير الموضوعي لمفاهيم نبذ العنف عن المرأة المنصوص عليها في القرآن الكريم وكذلك في شرح الأحاديث النبوية الشريفة، خروجا حقوقيا من غياهيب الإسقاطات الجزافية، والتـأويلات المغرضة لأنظمة ربانية شاء من خلالها وضع علاقة الرجل بالمرأة في ميزان عدله، ورعاية كفالته”.
ووفق نتائج الدراسة ذاتها، “وبالرجوع إلى المصادر الأصلية في تحديد مفاهيم نبذ العنف عن المرأة، تبين سمو وشمولية التشريعات الربانية لأدق التفاصيل الخاصة بمظاهر العناية بالمرأة، وتوطيد علاقتها بالرجل، وفي مقابل ذلك، فإنه بالرجوع إلى بعض الأحكام الفقهية، تبين العديد منها عن روح الإسلام المستمدة من النصوص القرآنية الكريمة والنبوية الشريفة”.