بن زاكور يشدد على ضرورة تهيئ الطفل على اكتشاف جسده منذ الصغر
شدد محسن بن زاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي يوم أمس الأربعاء، على ضرورة استهداف الأسرة لإدراك كيفية تهيئ الطفل كي يعرف ذاته، ويقيم جسده ويحترمه ويتعامل معه، كما ينبغي أن يتعلم منذ سنواته الأولى كيف يضع الحدود لجسده ويتعرف على الأماكن التي لا ينبغي أن تلمس.
جاء ذلك في كلمته ليلة أمس خلال برنامج مباشرة معكم على القناة حول موضع: “اغتصاب الأطفال القاصرين”، مضيفا أن الأم في المجتمع المغربي تقبل الطفل من فمه وهم الأمر الذي اعتبره “خطيرا ويستهدف الحميمية”، كما أشار إلى “أن عري الأم أو الأخت أمام الطفل من الأمور التي تجعله يستبيح كل ما هو جسد”، وفق المتحدث.
وفي هذا السياق، قال بن زكور، إن ما يسمى بالبيدوفيل أو المعتدين على الأطفال، ليست لديهم مميزات تصنفهم عن باقي الناس، “بمعنى انه يمكن أن يكون أي إنسان سواء كان أخا أو أستاذا رجل كرة القدم لذلك يلجأ المتعدي جنسيا إلى استمالة الطفل وكسب ثقته إن لم يكن أقرب الناس إليه”.
“وإذا أردنا أن نعطي صورة معينة لهذا المتحرش جنسيا فهو ثلاثة أصناف: الأول هو أخطرهم والثاني وهو المتعدي المجرم والصنف الثالث هو الذي لا يتعدى الفعل الجنسي عند إلى الممارسة بمعنى أنه يكتفي بالملامسة والمتابعة…”، بحسب بن زاكور الذي أشار إلى أن شخصية البيدوفيل تميل إلى الطفل كيفما كانت المكانة الاجتماعية والدور الاجتماعي لهذا الشخص.
وقال الباحث في علم النفس الاجتماعي إنه “لا يمكن أن نحدد هؤلاء الأشخاص بعينهم لأن الميولات، لا تبرز لديهم إلا في العلاقة مع الطفل لدرجة أنه يقول في تعبيره الشفوي “أنا عزاز عندي الدراري الصغار”، ويتحدث عن الصغار كأنهم راشدون”.
واعتبر أن الشخص الذي يلجأ إلى الاعتداءات الجنسية على لأطفال، تكون بنيته غير متوازنة على مستوى العلاقة مع الطفل، وذكر أنه “قد يتساءل البعض لماذا حياته العادية متزنة وكيف يؤدي وظيفته؟”، معتبرا أن ذلك “ليس له علاقة إلا مع ما يتعلق بالبعد الجنسي، وتصوره مبني على أنه يشتهي الطفل ولهذا لا يمكن حماية الطفل إلا الطفل وأسرته”.
وأكد أن دور المدرسة في التربية الجنسية يعتبر أساسيا وجوهريا، مبديا تأسفه على “أن التربية الجنسية عندنا لا ننظر بالصبغة الوقائية بقدر ما نلجأ إلى التشجيع على الانحراف”، لان التربية، حسبه، أبدا ما كانت تصاحب مفهوم الانحراف، لكن أساسها هو أن يكتشف الطفل في سن مبكرة إمكانياته الجسدية وأن يعرف وظائفها وأن يعرف مقامها، كيف يؤدي وظيفته وفي أية مرحلة، ويمكن أن يفهم أن الثقة تأتي مع الوقت”.