لطيفة.. مغربية فقدت ابنها فكرمها جون كيري
كثرت تعريفات الشجاعة في القواميس اللغوية ،لكن لطيفة علمت الكثيرين أن الشجاعة تنبثق أحيانا من الفقدان.
فبعد أن فقدت ابنها في هجوم نفذه محمد مراح في عام 2012 ،حازت لطيفة بن زياتن الفرنسية من أصول مغربية والتي رأت النور في الفاتح من يناير سنة 1960،بمدينة تطوان شمال المغرب ، حازت على الجائزة الدولية “المرأة الشجاعة” التي تقدمها وزارة الخارجية الأمريكية، وذلك تقديرا لدورها في بث روح التسامح ومحاربة التطرف الديني.
وكرم وزير الخارجية الأمريكي،جون كيري، يوم أمس الثلاثاء، 14 سيدة ترشّحن للجائزة الدولية للنساء الشجاعات في واشنطن، كانت من بينهن لطيفة ، التي فقدت ابنها عماد، في اعتداء إرهابي نفّذه محمد مراح عام 2012.
هذه الجائزة، التي تقدمها الحكومة الأمريكية منذ عام 2007، جاءت كعربون شكر وعرفان للمغربية التي حوّلت واقعة وفاة ابنها نتيجة هجوم إرهابي، إلى معركة ضد التطرف الديني، ونشر قيم التسامح والسلام بين شباب الضواحي والأحياء الشعبية، والمساجد والسجون والمدارس ،عبر تأسيس جمعية “عماد بن زياتن للشباب والسلام” .
وكشفت لطيفة أكثر من مرة أنها تتلقى بشكل دائم الشتائم والتهديدات “المرأة التي ترتدي الحجاب وتتحدث عن العلمانية والجمهورية،لا ينظرون إليها بشكل طبيعي.. لكنني على الرغم من كل شيء، لست خائفة ولم أستسلم في إيصال رسالة السلم والسلام”.
وخلال تقديمها لكتابها “موت من أجل فرنسا، محمد مراح قتل ابني”في رواق مجلس الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، قالت بن زياتن” أشكر بلدي العزيز، المغرب، الذي لم ينسني في هذه اللحظات العصيبة”.
وقالت “غادرت المغرب في سن ال 19 ،كنت أتساءل ما إذا كان بلدي سيتذكرني بعد كل هذه السنين، ما دامت فرنسا قد نسيتني بشكل كامل في غضون أيام”.
وأهدت ابن زياتن كتابها لذكرى ابنها عماد، المظلي بالقوات الجوية الفرنسية،معربة عن عزمها على الصمود رغم هذه الفاجعة “التي فقدت فيها ابنا وصديقا ومقربا”.