دعوة من أجل إدماج التراث العمراني في المخططات الحديثة للتنمية
دعا رئيس الجمعية المغربية للمجلس الدولي للمعالم والمواقع إيكوموس المغرب عبد العاطي لحلو مساء أمس الاثنين بالدار البيضاء، إلى إدماج التراث العمراني في المخططات الحديثة للتنمية.
وأوضح عبد العاطي الباحث ونائب مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، بمناسبة تنظيم الملتقى العربي الأول للتنمية العمرانية تحت شعار “نحو تخطيط وإدارة نمو عمراني متوازن”، أن جل المدن المغربية عرفت تطورا عمرانيا هائلا أدى إلى نشوء المدن الحديثة.
وتابع أن هذا التطور لم يكن منسجما ومندمجا إذ طغت عليه الرؤية الكمية لتلبية الطلب الاجتماعي على السكن وما صاحبها من مضاربات عقارية وسوء التدبير للمجال الحضاري.
وأضاف أن هذا الأمر انعكس على المدن التاريخية التي تشكل تراثا عمرانيا وهندسيا وثقافيا حيث عرفت مسارا من التدهور في ظل غياب سياسة لتثمين ما تختزنه من قيم عمرانية وهندسية وتراثا لا ماديا، داعيا إلى العمل على جعل هذا التراث فضاءات ثقافية وسياحية بامتياز إلى جانب وظائفها التقليدية.
وقال إنه رغم أن عددا من المدن المغربية التاريخية سجلت في قائمة التراث العالمي كمدن فاس ومراكش ومكناس وتطوان والجديدة والرباط، فإن هناك غيابا لسياسية خاصة لتدبير مجال هذه المدن للحفاظ على هويتها وإعادة الاعتبار إليها. وأشار إلى المجهودات التي تم القيام بها على مستوى ترميم وصيانة بعض المعالم البارزة كالأسوار والأبواب.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى المنظم من قبل جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء إلى غاية 31 مارس الجاري بشراكة مع مؤسسة بصائر المستقبل للتكوين وتطوير الأعمال، يتناول العديد من المواضيع الهامة التي تخص تنمية المدينة وتطويرها، مع عرض نماذج ناجحة لمدن متقدمة.
وتعرف هذه التظاهرة مشاركة خبراء دوليين يؤطرون ورشات تدريبية تهدف بالأساس إلى تمكين المشاركين من اكتساب مهارات عالية في التسيير وترفع من مستوى كفاءتهم في تدبير الموارد البشرية والمادية. كما تمكنهم من وضع خطط واستراتيجيات تتماشى والمعطيات الخاصة بمحيطهم لضمان نمو متوازن ومهيكل للقرية أو للمدينة.
ويشكل الملتقى، فرصة للقاء بين رؤساء ومستشارين من دول أخرى لتبادل التجارب والخبرات وخلق شراكات وابرام اتفاقات توأمة بين البلديات والجماعات.