كاتب بريطاني: مراقبة الانترنت هو ثمن بسيط في مواجهة الإرهاب
قال المؤرخ والكاتب البريطاني، ماكس هاستنغس، اليوم الأربعاء إن التهديد الإرهابي سيظل ماثلا على مدى أجيال وأن مراقبة الانترنت هو ثمن بسيط في الحرب عليه، غداة اعتداءات بروكسل الدامية التي خلفت نحو 30 قتيلا.
وقال هاستنغس لنادي المراسلين الأجانب في هونغ كونغ إن “تساهلنا مع مراقبة الشبكة الالكترونية بأمر من القضاء والمشرعين يبدو ثمنا بسيطا ندفعه مقابل تدابير أمنية لوقف التهديدات التي لا يمكن لأحد – اليوم بالتحديد – أن يشكك في أنها حقيقية”.
هاستنغس هو محرر ومراسل حربي سابق ومؤلف 26 كتابا عن التاريخ الحربي آخرها “الحرب السرية” الذي يتحدث عن العمليات السرية في الحرب العالمية الثانية وعن ذلك قال هاستنغس إن الحروب المقبلة ستتم بالطريقة نفسها “بشكل مؤكد على الأرجح”.
وأضاف “في حين كانت الجيوش الجرارة والمندفعة تدافع عن أجدادنا قبل بضعة أجيال، تقف أجهزة الاستخبارات والتنصت في مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية اليوم على خط الجبهة في مواجهة أعدائنا”.
وتراقب هذه الهيئة كميات هائلة من الرسائل الالكترونية وغيرها من المراسلات بحثا عن رسائل مثيرة للشبهة.
وقال هاستنغس انه “من غير المعقول” أن يعارض المدافعون عن الحريات الشخصية الأمر بهذه القوة.
وأضاف “الحرية الشخصية لم تكن ولن تكون مطلقة. ينبغي إيجاد حل وسط بين الحقوق الفردية والحاجة إلى حماية المجتمع”.
وقال انه في حالة بريطانيا فان اعتراض المراسلات الالكترونية كان الطريقة الرئيسية للتعرف على الارهابيين.
وقال هاستنغس انه “من الصعب والمستحيل تقريبا ان يتسلل عناصر (الاستخبارات) في المجتمعات المسلمة في بريطانيا وجهاز ام Bي 5 (الاستخبارات الداخلية) يحصل على القليل جدا من المساعدة منها”.
وأضاف أن مراقبة الانترنت هي التي مكنت من الكشف عن 20 إلى 30 خطة تمرية في بريطانيا خلال السنوات العشر الماضية.
واعتبر أن ادوارد سنودن المتعاون السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية الذي نشر الكثير من البرقيات السرية عن برامج التنصت العالمية “سبب الكثير من الضرر”.
هناك أدلة واضحة انه ومنذ الكشف عن هذا البرنامج بات الإرهابيون يستخدمون نظام تشفير أكثر تطورا.
وبدلا من القلق بشأن التنصت الالكتروني، قال هاستنغس إنه يشعر بقلق اكبر بشأن استخدام طائرات بدون طيار في تنفيذ عمليات محددة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل.
وقال “إن الأمر خطير جدا بأن تكون للحكومة القدرة على التصرف بشكل منفرد بعيدا عن القضاء لقتل أي شخص يرغبون في قتله”.