مليكة ملاك… إعلامية أعادها السقم للواجهة قبل أن تخطفها المنية
كانت إعلامية وباحثة في العلوم السياسة، فقد تخرجت من جامعة كيبيك لتعود لبلدها من أجل العمل كمعدة ومقدمة برامج حوارية وسياسية ناجحة، كان أبرزها برنامج “في الواجهة” على القناة الثانية، ونشطت برامج مشابهة على قناة “الحرة”.
بصم مرورها في القناة الثانية ذاكرة العديد من المغاربة، إذ ظهرت خلال فترة اشتغالها هناك مع قضايا السياسة والمجتمع، واستضافت سياسيين واقتصاديين ومثقفين، لتجعل من مسارها وتجربتها، خير وسيلة للقيام بالدور التثقيفي الذي يناط بالإعلامي المثقف.
انتقلت ملاك مساء أمس الإثنين إلى دار البقاء، بعد معاناة طويلة مع المرض، وبعد أن تحمل جسمها عمليات جراحية معقدة في كل المستشفى العسكري بالرباط والمستشفى العسكري بباريس، وبعدما عرفت حالتها تدهورا كبيرا، لم تتمكن بما ادخرته طوال سنين بتحمل مصاريف مواجهته، ليتكفل الملك محمد السادس بمصاريف علاجها، لكن المنية لم تمهلها الكثير لتشفى وتتعافى وتعود للحياة من جديد.
قبل أن ترحل ملاك، التفت لها العديد من الإعلاميين والسياسيين، وتعاطفوا مع حالتها، وهو ما أدى لوصول ملفها للديوان الملكي بعدما لم تتمكن من دفع مصاريف علاجها لأنها لم تكن تتمتع بالتغطية الصحية، بسبب اشتغالها في القناة الثانية كصحفية حرة طيلة سنوات تألقها.
آخر ما خطته ملاك، كان رسالة شكر مؤثرة وجهتها من غرفتها بالمستشفى العسكري بالرباط، إلى الملك محمد السادس الذي تكفل بعلاجها، شاكرة له ولكل من ساندها من إعلاميين ومتتبعين.
كما شكرت الإعلامية الفقيدة الأصدقاء الحقيقيين والافتراضيين، وأسرتها الصغيرة، والطاقم الطبي في المستشفى العسكري، وكل من ساندها ومدّها بالقوة لمواجهة المحنة الصعبة، مؤكدة أنها ستعود بحال أفضل، من محاولتها الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من جسم وروح كانتا إلى حدود الأمس عليلتين.