موقيت.. مغربية نجحت في انتزاع اعتراف ألمانيا
لطالما سخرت الأكاديمية المغربية صورية موقيت حيزا كبيرا من اهتماماتها لمعالجة قضايا الهجرة وشؤون المرأة بألمانيا، كما اجتهدت أيضا في تحقيق الاندماج والتقارب بين الثقافات والشعوب.
ولعل نجاحها في تحقيق تلك المهام ببلاد “البفاريا” هو الأمر جعل الرئيس الألماني، يواخيم يختارها ضمن قائمة النساء الـ 24 اللواتي سيوشحهن بوسام رفيع في اليوم العالمي للمرأة.
فالباحثة المغربية “موقيت” تنحدر من مدينة القنيطرة، وهي من الجيل الثالث للهجرة المغربية إلى ألمانيا، إذ حصلت على دكتوراه في السوسوسيولوجيا من جامعة ترير بغرب ألمانيا.
و ساهمت موقيت بعملها كأمينة عامة لمركز ” Ramesch” في تعزيز مكانة هذه المؤسسة كإطار معترف به في مجال حوار وتعدد الثقافات، والتعليم والتربية والاندماج، ومحاربة التمييز والعنصرية، على صعيد ولاية زارلاند.
كما اشتغلت في مجال تعزيز علاقات التعاون بين الجهات السياسية والإدارية في مجال التعاون الإنمائي بين المغرب وألمانيا، وهو ما ساعد شبكة الكفاءات المغربية الألمانية على تنفيذ عدة مشاريع بالتعاون مع شركائها، سواء في ألمانيا أو المغرب، كالوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، ومركز الهجرة والتنمية (CIM)، ووزارة الجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، ومجلس الجالية المغربية في الخارج.
وعرفت موقيت بنشاطاتها وكفاءاتها المتعددة، حيث سبق لها أن حصلت على جائزة الأكاديمية الألمانية للبحث الجامعي والتبادل الثقافي، نتيجة نشاطها في الحركة الطلابية في جامعة ترير في سنة 1998، كما ترأست سنة 2009 شبكة الكفاءات المغربية الألمانية.
وألفت الباحثة المغربية العديد من الكتب، نجد من بينها ما يؤرخ ويوثق للهجرة المغربية في ألمانيا، حينما كانت تشتغل في معهد الهجرة والثقافات في جامعة أوزنابروك، كما أصدرت كتابا بالألمانية حول موضوع “المرأة المغربية ودورها في صناعة القرار”، تنتقد فيه غياب المرأة المغربية المرأة المغربية في مراكز صنع القرار، وتعتبر أن إقبال هذه الأخيرة على العمل السياسي ضعيف مقارنة بالرجل.
وتقول موقيت إنه “منذ استقلال البلاد وحتى سنة 2004، لم يتجاوز عدد النساء اللواتي دخلن البرلمان الأربعين. فمازالت المرأة أقلية في البرلمان ومهمشة إلى حد كبير مقارنة بالحجم الديموغرافي للنساء داخل المجتمع وبالنظر إلى عدد النساء المنتميات إلى الأحزاب السياسية”.
ونظرا لمساهمتها الطويلة في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والرياضي، بالإضافة إلى عملها الدؤوب في الاندماج وقضايا اللجوء وتقارب الشعوب، ارتأى الرئيس الألماني إلى توشيحها في 8 مارس المقبل إلى جانب 24 امرأة أخرى. وذلك اعتراف لهن بما قدمنه من إسهامات متميزة.