لحلو: مهرجان المدن العتيقة حل ثقافي لإعادة بريقها
أكد زكرياء لحلو، رئيس المهرجان الدولي للمدن العتيقة، أن الهدف المتوخى من المشروع الثقافي الجديد الذي تحتضنه العاصمة الاقتصادية للمملكة، هو تقديم مشروع ثقافي يسلط الضوء على المدن العتيقة ويرد لها اعتبارها معنويا وفنيا وأدبيا، وفي نفس الوقت هو مقترح من أجل الترويج السياحي لذلك الجزء من المجال الحضري الذي يمكن أن يأتي بحلول اقتصادية جديدة وجيدة لبعض المشاكل المطروحة في هذه المدن.
وفي حديثه عن ما تعانيه المدن العتيقة قال الممثل المغربي ورئيس الجمعية المتبنية للحدث في تصريحات لمجلة “سلطانة”، “نحن لا ننفي وجود مشاكل من ناحية البنى التحتية ومشاكل أخرى، لكنها ورشات تشتغل عليها مؤسسات متخصصة، وهناك مشروع ملكي كبير لإعادة تأهيل المدن العتيقة، أما نحن كفنانين ومثقفين فقد التأمنا من أجل أن نحارب الفراغ السائد بهذه المدن من الناحية الثقافة، ونعيد لها الاعتبار من ناحية القيم التي كانت سائدة فيها، ونقترح حلا ثقافيا للإسهام في تنميتها”، يؤكد المتحدث.
وبالإضافة للشق الثقافي والأدبي والفكري، تطرق لحلو لهدف ثان تتوخاه الجمعية المنظمة للحدث الدولي، وهو الهدف الاجتماعي والاقتصادي قائلا “نطمح أن يكون هذا المهرجان رافعة اقتصادية، فالجميع يعرف أن المدينة العتيقة بالبيضاء تعاني من مشاكل كثيرة على مستوى البنية التحتية، لذلك لابد لها من حدث مهم كهذا المهرجان من أجل تحقيق حلول اقتصادية ورواج اقتصادي وإشعاع كبير”.
ولعل الدافع الكبير الذي دعى للتفكير في ذلك، هو “محاربة الصورة السلبية التي تم تسويقها حول المدن العتيقة على مستوى العالم وليس داخليا فقط، وهي الصورة التي يصعب اليوم محوها بسرعة، وهذا لا يتعلق فقط بالسائحين والزوار بل يتعداهم ليشمل أبناء المدينة أيضا، فهناك من عاش هنا أكثر من 30 سنة ولم يقم يوما بزيارة المدينة القديمة، والسبب راجع للصورة السلبية التي تتداول حولها من ناحية الأمن وأشياء أخرى” يقول زكرياء.
وأكد المتحدث نفسه أن الممثلين والمثقفين المتبنين للمشروع الثقافي الجديد يسعون “للإسهام في حدود استطاعتنا في جزءا من الحل عبر هذا المشروع الثقافي، الذي نرى أنه يمكن المساعدة في إعادة البريق للمدينة القديمة ويلقي الضوء عليها سياحيا، عبر التسويق لها والإسهام في ترويج اقتصاد سكانها”.
أما عن اختيار البيضاء والانطلاقة منها، فيؤكد رئيس المهرجان أن ذلك جاء لكون “جل المتبنين لهذا المشروع من فنانين ومثقفين قاطنون بالبيضاء، كما أننا نرى أن البيضاء في حاجة لمثل هذه الفرص والأنشطة الثقافية لقلة المشاريع الثقافية الموجودة في هذا الفضاء خاصة منها ذات الإشعاع الدولي والعالمي، عكس باقي المدن كفاس مثلا التي ساعدها مهرجان الموسيقى الروحية، والذي نقتدي به كتجربة، وتجارب أخرى استدعينا القائمين عليها للقائنا الأول للاستفادة منهم”.
وتجدر الإشارة إلى أن البيضاء هي المدينة المستضيفة للمهرجان، لكنه سيكون حدثا يحتفي بكل المدن القديمة بالعالم، وهو ما جعله يستضيف مدينة لشبونة البرتغالية خلال الدورة الأولى منه، ورغبة من القائمين عليه في خلق علاقات فنية وثقافية وتوطيدها أكثر، فالثقافة هي رافعة لتقريب الشعوب والثقافات من بعضها.
تجدر الإشارة إلى كون المرحلة الأولى من المهرجان ستكون يوم 23 مارس، أما المرحلة الثانية فستنطلق في شهر يوليوز وستخصص للموسيقى، ثم المرحلة الثالثة في شهر نونبر، وستخصص للسينما.