سلطانة

أميرة.. تعيش في منزل أثري يعود للعهد العثماني

“الأميرة جواهر”، هو الاسم الجديد الذي أصبحت تدعى به الصغيرة الفلسطينية “لمى أبو سلامة”، (5 أعوام) منذ عدة أيام.

فالمنزل “الأثري”، الذي انتقلت إليه مع عائلتها في مدينة غزة مؤخرًا، ويعود تاريخ بناءه للعهد العثماني، قبل نحو 430 عامًا، يبدو بنظرها، كبيوت “الأميرات في والقصص والحكايات الخيالية”، كما تقول لوكالة الأناضول.

وتعتبر الصغيرة نفسها “أميرة”، مثل التي تشاهدها في الرسوم المتحركة في التلفاز، وتشعر بالسعادة وهي تتنقل بين غرفه، ذات الأسقف التي تتخذ شكل قباب، والجدران الحجرية.

وانتقل والد الطفلة “عاطف أبو سلامة” (46 عامًا) حديثًا، للسكن في المنزل العثماني القديم، بعد إجراء ترميمات كبيرة له استمرت لمدة ستة أشهر متواصلة، كما يقول لوكالة الأناضول.

وتابع أبو سلامة:” يُقدر عمر المنزل بـ 430 عامًا، مساحته 180 مترًا، ومبني على فن العمارة الإسلامية العثمانية”.

وأشار إلى أنه منذ شراءه المنزل قبل 6 أشهر، عكف على ترميمه، مضيفًا:” لقد كان في حالة سيئة، الآن صالح للسكن، وبه كل مقومات الحياة العصرية والحديثة”.

ويتكون المنزل الذي يقع في حي الزيتون، في البلدة القديمة بمدينة غزة، من طابقين، الأرضي يضم 5 غرف، إحداها مكتبة، وأخرى غرفة ضيافة، وغرفتي نوم للأطفال، وغرفة تستخدم كمخزن لبعض الأدوات الفائضة عن حاجة سكان المنزل.

ويتوسط الفناء الداخلي في الطابق الأرضي، نافورة مياه على شكل نجمة، يجاورها بئر له دلو خشبي مربوط بحبل، ويقابلهما حفرة في الجدار بها، “زير” مياه، تسمى “المزّيرة”، وهذه الأجزاء توجد تحت سقف مفتوح.

وكانت النسوة قديما عندما يجلبن المياه إلى بيوتهن، من “الآبار” بواسطة الجرار، يضعنها في “المزّيرة” كما يقول أبو سلامة.

ويقابل الفناء الداخلي، “الإيوان”، وهو مكان مفتوح للجلوس، بثلاث جدران محفورة أجزاء منها على شكل مستطيلات، وهو يشبه غرفة المعيشة اليوم.

أما “العلّية” (الطابق الثاني)، فهو يضم ثلاث غرف، وصالة معيشة ومطبخ وحمام.

وأشار أبو سلامة إلى أنه أثناء بحثه عن منزل للسكن، وجد هذا البيت، فاشتراه بدافع الحفاظ عليه من الهدم، والوازع الوطني، والرغبة بالعيش في مكان مختلف عما هو متعارف عليه.

وتابع:” لم أجد أي اعتراض من زوجتي وأبنائي، على العكس تمامًا هم سعداء جدًا، وزوجتي كانت تتابع عمليات الترميم بنفسها أولا بأول”.

وأكد أبو سلامة أن “دافعه في الحفاظ على تراثنا وتاريخنا وإرثنا الحضاري والثقافي، لنثبت أحقيتنا في هذه الأرض ونقول للعالم أننا أصحابها، هو السبب الرئيسي للعيش في هذا المنزل”.

من جهته يقول جمال أبو ريدة، مدير دائرة الآثار والتراث الثقافي، في وزارة السياحة الفلسطينية في قطاع غزة:” إن بيت أبو سلامة يقدر عمره بـ 430 سنة، ويعود للعصر العثماني، وملكيته كانت تعود لعائلة البورنو”.

وأضاف لوكالة الأناضول:” يعتبر المنزل نموذجاً رائعاً من الناحية المعمارية والفنية والتاريخية في العمارة الإسلامية”.

بدورها تقول هيام البيطار، مديرة قسم الدراسات والأبحاث، في وزارة السياحة الفلسطينية في قطاع غزة، إن عدد البيوت الأثرية الموجودة في قطاع غزة، 134 بيتًا، لا يقل عمرها عن 180 عامًا.

وأضافت لوكالة الأناضول:” هناك العديد من البيوت الأثرية الأخرى التي أخرجناها من الإحصائية، لأن أصحابها أدخلوا عليها تعديلات وبناء، فلم تعد أثرية خالصة”.

ولفتت البيطار إلى أنه لا يوجد لدى وزارتها إحصائية بأعداد المنازل الأثرية الآهلة بالسكان في القطاع، فهذه الاحصائيات متذبذبة، وتخضع لرغبة أصحاب البيوت، مضيفة:” لا نعرف متى يفتحونه ومتى يغلقونه”.

ووصفت البيطار حال البيوت الأثرية الـ 134 بالجيدة، مضيفة:” الحالة المعمارية للبيوت المهجورة سيئة، لكن ملامحها بشكل عام ما تزال واضحة”.

vous pourriez aussi aimer