“الفلانتين”.. مناسبة لانتعاش المحلات التجارية
مع حلول مناسبة الاحتفال بعيد الحب أو “الفلانتين”، الذي يصادف 14 فبراير من كل سنة، يكسو اللون الأحمر المحلات التجارية والأسواق المغربية والمقاهي، ويزداد إقبال العشاق على الورود والعطور والشكلاطة وغيرها من الهدايا التي يتبادلونها فيما بينهم في هذه الفترة من كل سنة.
وفي الوقت الذي يعبر بعض المواطنين من خلال استجواباتهم مع “سلطانة”، عن رفضهم للاحتفال بهذا اليوم الذي يعتبرونه دخيلا على الثقافة المغربية، لا يمتنع آخرون عن الاحتفال بهذه المناسبة التي تشكل بالنسبة إليهم فرصة لاقتناء الهدايا وتبادل الرسائل الغرامية، وذلك تخليدا للشعور الذي يجمعهم.
فبمدخل حي النهضة بتمارة، تزينت واجهة محل تجاري بألوان مزركشة، يحتوي على منتوجات متنوعة، من عطور، و”الماكياج” ودمى الدببة، وساعات يدوية، وشموع حمراء وغيرها من المنتوجات، التي أعدها صاحب المحل لزبنائه، خصيصا للاحتفال بعيد الحف.
رواج نسبي خلال الاحتفال بالفلانتين..
ويقول محمد ألحاج، صاحب محل تجاري إن “هذه الفترة تعرف رواجا نسبيا بالمقارنة مع الأوقات الأخرى، ويكون الإقبال أكثر على العطور الفاخرة”، مشيرا إلى “أن الطبقة الميسورة هي الأكثر إقبالا على العطور الباهظة الثمن، في حين تقبل الطبقة المتوسطة على المنتوجات الرخيصة”.
ورغم أن ألحاج، اعتاد أن يضع تسعيرة منخفضة في هذه المناسبة لتشجيع زبنائه على اقتناء منتوجاته، حسب ما يقول، إلا أن الإقبال لا يرقى إلى مستوى تطلعاته، وعزى ذلك إلى أن الفقراء الذين يشكلون فئة عريضة من المجتمع، لا يحتفلون بهذه المناسبة، وحتى وإن كان هناك من يريد الاحتفال تعوزه الإمكانيات المادية، “يلاه كيتقاتل مع طرف الخبز”، على حد قول المتحدث.
الإقبال على باقات الزهور رغم ثمنها الباهظ..
وفي الوقت الذي تسعى بعض المحلات إلى وضع تسعيرة منخفضة لمحلاتها التجارية من أجل تشجيع زبنائها من العشاق على اقتناء منتوجاتها، ترفع أخرى من أسعار مبيعاتها، فبالعاصمة الرباط مثلا، تعرف محلات بيع الزهور انتعاشا اقتصاديا منقطع النظير بالتزامن مع الاحتفال بعيد الحب، إذ يَعمدُ أرباب المحلات إلى صنع باقات من الورود الحمراء، لبيعها لزبنائهم من العشاق الذين يقبلون عليها رغم ثمنها الباهظ.
ويقول أحد بائعي الورود، “إن ثمن الوردة الحمراء الواحدة يتضاعف من ثمن ثلاثة دراهم إلى أزيد من عشرة دراهم، كما أن باقة ورد حمراء يرتفع ثمنها خلال هذه الفترة بأزيد من 200 درهم”.
“المغاربة معندهوم لا حب ولا هم يحزنون”..
زكرياء هو الآخر يملك محلا تجاريا لبيع أحدية النساء بالدار البيضاء، أشار لـ “سلطانة” إلى أنه، لم يلمس أي تغير من حيث إقبال الزبناء بالتزامن مع الاحتفال بـ”الفلانتين”، وقال إنه “لا فرق بين هذه الفترة التي تتزامن مع الاحتفال بعيد الحب وبين الفترات الأخرى”، وأضاف مبتسما لا أخفيكم سرا “المغاربة معندهوم لا حب ولا هم يحزنون”.
وأضاف، “أن هذا العيد أصلا ليس من أعياد المسلمين، ومعظم المحتفلين في الغالب لا يعرفون حتى أصله ودلالته”، ثم قال “أسأل الله تعالى الهداية لشبابنا الذين يعتبون هذا اليوم مناسبة لاستغلال الفتيات”، في إشارة منه إلى أنه يرفض الاحتفال بهذا العيد.
الاحتفال بعيد الحب يقتصر على الأغنياء..
أما الحسين بلخير، طالب حاصل على دبلوم في تسيير المقاولات، فاعتقد أن الاحتفال بهذا العيد يقتصر فقط على الطبقات الغنية وبعض الفئات من الطبقة المتوسطة، “لأن الضروريات في المصاريف تأتي بحسب الأولويات ابتداء بالحاجيات الفيزيولوجية، ثم حاجيات رد الاعتبار بالإضافة إلى حاجات الانتماء، إلى جانب حاجات الكماليات”.
واعتبر بلخير أن “الفالانتين” يمكن أن ندرجه في المستويين الأخيرين، لأن “الفقير لا يمكن أن يبذر ماله في الحاجات الكماليات و يترك الأساسيات”، مؤكدا أن الهدايا المقدمة في الغالب ليس الهدف منها التعبير عن الحب الصادق، بقدر ما هي لتبادل للمنافع، لأن الحب يعتبر شعورا دائما، وليس يوما فقط يتم الاحتفال به”.