رئيس مهرجان المؤلف: نعاني من ضائقة مالية واحتمال التوقف وارد
أكد رئيس المهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط، عبد الحق منطرش، في حوار خاص مع مجلة “سطانة”، أن مهرجان الرباط اليوم وبعد تنظيم 21 دورة ناجحة، أصبح قاب قوسين أو أدنى من التوقف، موضحا الأسباب والتفاصيل التي ستؤدي إلى ذلك إن لم يتم تدارك الأمر.
في الحوار أدناه، يتحدث لنا منطرش عن الضغوط والتحديات التي تعاني منها هذه التظاهرة، وعن مدى رضاه عن ما حققته بالإضافة إلى الحديث عن المهرجانات الوطنية والدولية التي تنظم بالمغرب ومدى خدمتها للمنتوج السينمائي الوطني.
ما مدى رضاكم عن مستوى الدورة 21 من المهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط؟
ونحن في ختامها، لا يسعني سوى القول أن حصيلة هذه الدورة كانت مشجعة للغاية، ولا أدل على ذلك من كثافة الجمهور في جميع قاعات العرض السينمائية التي ملئت عن آخرها خلال العروض الـ 9 المبرمجة يوميا في دورة هذه السنة.
البرمجة التي اشتغلنا عليها في هذه الدورة كانت متميزة وهو ما استدعى حضورا جماهيريا مكثفا، ولو أن الأفلام لم تكن في المستوى لكانت القاعات فارغة، وهذا شيء كبير ومهم نسجله في هذه الدورة.
عرف المهرجان تعثرات ومشاكل قبل بدايته، هل ضعف التمويل هو السبب في ذلك؟
نعم، فالميزانية ضعيفة جدا، وإذا لم نتدارك الأمر مع المانحين، فيمكن أن نوقف المهرجان في أية لحظو.
إننا اليوم أمام وضعية ماليا صعبة جدا، وإذا لم نستطع تداركها بمجهوداتنا أو ربما بالتفاتة المسؤولين، فسوف نتوقف حتما، لأننا أصبحنا بمثابة “سْعايَا”، و كأن المال الذي نطلبه من أجل هذه التظاهرة سوف يرمى هباء، ونعم كل الإرهاصات والتأجيلات كانت لسبب مادي.
نحن نقوم بعمل دؤوب من أجل أن ننتج برنامجا خاصا ومتميزا، لكن عندما نطلب الدعم المالي من المانحين، لا نحصل سوى على الوعود التي لا يفون بها، وبالتالي يضعوننا أمام إرهاص، يتسبب لنا في مشاكل عدة، نتمنى أن نتغلب عليها رفقة المسؤولين الجدد الذين نتمنى أن يكونوا واعين بقيمة الثقافة وأهميتها، فهي استثمار في الثقافة و في تربية الأجيال.
ما هي أهم أهداف فيدرالية المهرجانات العربية التي تترأسونها حاليا؟
تأسيس الفيدرالية جاء من أجل تكثيف الجهود في هذا المجال، وأيضا من أجل أن يحدث تكامل فيما بين القائمين على هذه التظاهرات، كما نبتغي من خلالها أن نزدهر في اختياراتنا للأفلام، من أجل أن نرقى بكل ما هو إبداع فني.
كما انبثقت الفيدرالية أيضا عن حاجة مستعجلة وملحة للدفاع عن حقوقنا، وهي أيضا فرصة ستجعلنا نشتغل بشكل مشترك على تطوير أنفسنا، ونهدف للمشاركة عبرها في مهرجانات دولية، ونجلب تجارب مختلفة ومتنوعة لبلدنا لنصبح في المستوى المطلوب.
أبرمتم اتفاقيات كثيرة مع مهرجانات أجنبية، ما الهدف منها وما الذي ستضيفه للسينما المغربية؟
الهدف منها هو تسويق الفيلم المغربي في الدول التي تعاقدنا معها في هذا الإطار، وإبراز منتوجنا الوطني في أسابيعها الثقافية وأيضا في مهرجاناتها، خاصة منها مخرجان نيودلهي، مهرجان مالمو الذي سنكون فيه ضيف شرف هذه السنة، بالإضافة إلى تواجدنا في العديد من الدول العربية والآسيوية الأخرى التي سامنحنا فرصة الانفتاح على التجارب المختلفة، أما الهدف الثاني يتمثل في جلب الاستثمارات لدولتنا ومنطقة الرباط بصفة خاصة.
يشهد المغرب زخما من المهرجانات، ألا ترون أنها أصبحت تتسم بالشتات وتحتاج لتكثيف من أجل أن يكون المضمون أرقى وأفضل؟
هناك مهرجانات فعلا، لكن هناك أيضا تظاهرات سينمائية تحتاج للتأطير، وبهذا الخصوص أنا أحيي كل من ينظمون التظاهرات البسيطة في المدن الصغيرة التي تتواصل بشكل مباشر مع المواطن البسيط، لكن على هذه التظاهرات أن تقنن وأن يتم دعمها، لكن ليس لدرجة أن يتم اعتبارها مهرجانات، فذلك يتسبب في تمييع الميدان.
ألا تعتقدون أن انبثاق مهرجان موازين من مهرجان الرباط قد أدى إلى خفوته؟
في الأساس، ليس هناك تنافس بين مهرجان سينما المؤلف ومهرجانات أخرى خاصة مهرجان موازين، لأن كل منا يشتغل من أجل التميز ولكل منا خصوصيات مكملة لخصوصيات الآخر، ومميزات مهرجان الرباط جعلته يصبح ذو صيت دولي وعالمي، خاصة وأنه قبل سنوات من الآن كان مهرجانا شاملا، والاتفاق الذي حصل، جاء من أجل أن تبقى الرباط حاضنة المهرجانات الثقافية، وذلك بأن يشتغل موازين على الموسيقى ونحن على السينما.
ما الذي تودون تحقيقه ولم تستطيعوا إلى اليوم من خلال مهرجان الرباط الدولي؟
نتمنى أن نحقق للمهرجان مستوى عالي ولما لا عالمي، وأن يتخطى الصعوبات ويتقوى أكثر وأن يصل لمستوى المهرجانات الكبرى.