العسولي تتأسف لاستثناء عاملات المنازل من الحماية بقانون الشغل
كشف تقرير جديد لـ“هيومن رايتس ووتش”، صدر اليوم الأربعاء، أن قانون الشغل في المغرب يستثني عاملات المنازل من الحماية، التي تشمل الحد الأدنى للأجور، وحدود ساعات العمل، ويوم راحة أسبوعي.
ورغم أن التقرير أشار إلى أن المغرب تقدم قليلا في بعض مجلات حقوق الإنسان خلال 2015، إلا أنه ما زال يعرف تراجعا في مجالات أخرى، مضيفا أنه في سنة 2006، قدمت السلطات مشروع قانون لتنظيم العمل المنزلي وتعزيز الحظر على العاملات المنزليات دون 15 سنة، وتم تعديل المشروع ولكن لم يتم اعتماده إلى حدود الساعة.
وذكر المصدر ذاته، أن القوانين تحظر تشغيل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما، لكن يُعتقد أن آلاف الأطفال دون هذا السن، في الغالب هم من الفتيات، يعملون في المنازل، في الوقت الذي أشارت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية ومصادر حكومية، إلى أن عدد الأطفال العاملين في المنازل قد انخفض في السنوات الأخيرة.
وفي تعليقها عن معطيات التقرير، اعتبرت فوزية العسولي، رئيسة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، أن ظروف اشتغال الخادمات داخل المنازل المغربية غالبا لا تحترم فيها معايير العمل، وهو ما يفتح المجال لجميع التجاوزات، على حد قول المتحدثة.
“ووأضافت العسولي أنه “سبق لنا في الفيدرالية الديمقراطية لحقوق المرأة، في 1994 أن تقدمنا بمذكرة لإدماج هذه الفئات في قانون الشغل، وقمنا أنداك بمرافعات متعددة، كما أن هناك مبادرات أخرى تقدمت بها النقابات ومنظمات المجتمع المدني، واستمررنا في الترافع من أجل إدماج هذه الفئات في قانون الشغل باعتبار أن معظم هذه الفئات من أسر فقيرة”.
وعبرت العسولي عن أسفها، لكون مشروع قانون الشغل بالمغرب يدمج بين شرائح متعددة، بين عاملات البيوت وبين عمل السائقين مثلا، رغم أن هناك اختلافا في طبيعة العمل الذي تقوم به كل فئة، مبرزة أن جمعيات المجتمع المدني سبق وأن كشفت في عدد من الدراسات أن هناك انتهاكات مرتبطة بخادمات البيوت، في ظل عدم وجود قانون يضمن لهن الحماية.
ومن ناحية أخرى، أشارت العسولي إلى “أن المنظمة الدولية للشغل تحدد شروطا عمل القاصرين أقل من 18 سنة، من ضمنها أن يكون العمل في ظروف لائقة ويسمح بتكافؤ الفرص من أجل التكوين والتعلم واستمرار التعلم وهذه الشروط غير موجودة عندنا نهائيا”.
وذكرت أن أغلبية المشتغلات في البيوت الأقل من 18 سنة، ينحدرن من البوادي ويعملن داخل منازل مغلقة ويشتغلن لساعات غير محدودة، ولا يتاح لهن التكوين ولا الحماية، بل يتعرضن للتعذيب وسوء معاملة واغتصاب وما إلى ذلك من الممارسات.
وشددت على ألا يشتغل الفتيات في البيوت في سن أقل من 18 سنة، لأنهن حسبها يشتغلن في وضعيات صعبة ، مشيرة إلى أن علماء النفس يؤكدن أن الفتيات في سن أقل من 18 سنة ويكن في حاجة إلى عناية وفي حاجة إلى مراقبة والى عطف وحنان خاصة وأن هذه السن يتزامن مع مرورهن من مرحلة المراهقة”.