سلطانة

نساء مغربيات اقتحمن عالم السياسة بدول المهجر ولمعن فيها

هن نساء ينتمين إلى أصول مغربية، ومعظمهن في سن الشباب، تنوعت أنشطتهن بين البرلمانية والوزارية في دول أوروبا، ومن بينهن من انتخبت كأول رئيسة عربية في برلمان بلد أوروبي.

سطعت أسماؤهن في سماء مجال السياسة، بعدما صنعن لأنفسهن مسارا متميزا في بلدان المهجر التي التحقن بها في سن مبكرة، فتقلدن مناصب تنافسن حولها مع خصوم أقوياء من أبناء البلد، وأبدين في إدارتها كفاءة ونزاهة جعلتهن يحظين بالكثير من التقدير والاحترام وسط المجتمعات الأوروبية، لكن ذلك لم يعفيهن في الكثير من الأحيان من الانتقادات بسبب أصلهن.

نجاة بلقاسم

ولدت نجاة عام 1977 في بلدة “بني شكير” القريبة من مدينة الناظور، قبل أن تلتحق بوالدها الذي كان يعمل في مجال البناء في فرنسا وهي في السن الخامسة من عمرها، لتحصل بعدها على الجنسية الفرنسية فور وصولها سن الـ 18.

في فرنسا أتمت نجاة تعليمها، حاصلة على الإجازة في القانون العام، ونالت شهادة دبلوم من معهد الدراسات السياسية بباريس، وهي المؤسسة التعليمية التي تخرج منها كبار صناع القرار والساسة في التاريخ الفرنسي، من أمثال فولتير وصولا إلى هولاند. ثم التحقت بعدها بالنشاط السياسي، حيث انخرطت مع الحزب الاشتراكي وشغلت به عدة مسؤوليات محلية ووطنية.

كل هذه المناصب لم تثني نجاة عن تمثيل بلدها، إذ عملت كمستشارة لمجلس الجالية المغربي بشكل تطوعي، كما أنها لا تنسى زيارة الأهل والأقرباء كلما سنحت لها الفرصة، بل وماتزال محافظة على لهجتها الريفية الأصلية، التي تتحدث بها عند لقائها بالأهل عند زيارة قريتها بالريف.

انضمت نجاة إلى الحزب الإشتراكي التي تصاعدت أدوارها فيه سريعا، وبعد ذلك عملت متحدثة إعلامية للحملة الانتخابية للمرشحة الرئاسية “بسغولين رويال”، التي خسرت بفارق قليل أما نيكولا ساركوزي في 2007، ولكن نجاة ربحت سمعة طيبة مهدت لها العمل كمتحدثة باسم فرنسوا هولاند خلال حملته الانتخابية، قبل فوزه بالرئاسة، مما مهد أمامها الفرصة لشغل مناصب وزارية .

الشابة المغربية الجميلة لم تغادر الحكومة الفرنسية منذ رئاسة هولاند، وآثرت كل النسخ الحكومية المتعاقبة الاحتفاظ بها، كان آخرها حكومة مانويل فالس، التي أبقتها كوزيرة للتربية والتعليم العالي لفرنسا، لتصبح بذلك أول امرأة في تاريخ فرنسا تتولى هذا المنصب، وذلك بعد أن كانت وزيرة لحقوق المرأة، والمتحدثة الرسمية باسم حكومة جان مارك إيرولت، ووزيرة حقوق المرأة والمدينة والشباب والرياضة في حكومة مانويل فالس.

مريم الخمري

ولدت مريم عام 1978 بالعاصمة المغربية الرباط من أب مغربي وأم فرنسية، وقضت طفولتها بالمغرب قبل أن تنتقل إلى فرنسا وتدرس القانون العام في جامعة السوربون بباريس، لتلتحق بعدها بالحزب الاشتراكي.

تولت مريم منصبا مهما في بداية مشوارها المهني، إذ كانت المسؤولة عن الأمن والوقاية من المخاطر الأمنية ببلدية باريس، وبعد ذلك عملت مريم متحدثة رسمية باسم عمدة العاصمة الفرنسية “آن هيدالغو” خلال حملتها الانتخابية في سنة 2014.

عملت الخمري في وزارة المدينة أيضا، ككاتبة لسياسة المدينة بالدولة الفرنسية، وقد ساعدها ذلك لاحقا في الوصول لمنصب وزيرة العمل في حكومة مانويل فالس. كما تعتبر مريم من أحدث المسؤولين السياسيين ذوي الأصول المغربية الذين أسندت إليهم حقائب وزارية بالبلدان الأوروبية.

شغلت مريم الخمر منصب كاتبة الدولة الفرنسية لسياسة المدينة، تحت إشراف وزير المدينة باتريك كانير، الذي أشاد بها في أحد تصريحاته قائلا عنها: “هي وزيرة المدينة الحقيقية وليس أنا”.

نادية سمينات

أصبحت الشابة المغربية الأصول، نادية سمينات، المقيمة في بلجيكا والمزدادة في منطقة مالين (وسط بلجيكا) عام 1981 من أب مغربي وأم بلجيكية، أول عمدة  لمدينة بلجيكية من أصل مغربي في تاريخ هذا البلد الأوربي، بعد أن كانت عضوا داخل الحزب الانفصالي الفلاماني.

ولدت سمينات ببلجيكا، وحصلت على دبلوم في اللغة الرومانية من الجامعة الفلامانية في بروكسيل، ودخلت البرلمان البلجيكي منذ عام 2010 كنائبة فيدرالية، واستطاعت خلال الانتخابات البلدية التي السابقة، التي قادت خلالها لائحة التحالف الفلاماني الجديد بلوندرزيل، وتمكنت من الحصول على ما يناهز 21% من الأصوات، لتصبح أول مغربية من المهاجرين تتولى منصب عمدة في بلجيكا، وهو أرفع منصب سياسي تصل إليه امرأة إفريقية عربية ببلجيكا.

رشيدة داتي

أول مسؤولة ذات أصول عربية إفريقية تتقلد حقيبة وزارية بالحكومة الفرنسية كانت رشيدة داتي، وقد تحقق ذلك عندما شغلت منصب وزيرة العدل منذ 2007 في فترة حكومة فرانسو فيون خلال فترة رئاسة نيكولا ساركوزي.

ولدت رشيدة داتي سنة 1965 في منطقة سان ريمي بفرنسا، من أب مغربي وأم جزائرية، ودرست هناك بجد إلى أن حصلت على ماجستير في القانون العام وآخر في العلوم الاقتصادية.

انخرطت داتي في صفوف حزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” برئاسة نيكولا ساركوزي، الذي اختارها ناطقة رسمية لحملته الانتخابية آنذاك، ليعينها مباشرة بعد فوزه كوزيرة عدل داخل الحكومة الفرنسية.

حاليا فتشغل داتي منصب عضو في البرلمان الأوروبي، وعضو في حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، وأيضا رئيسة بلدية الدائرة السابعة في العاصمة باريس.

هدى العلوي هاروني

انتخبت الشابة ذات الأصل المغربي سنة 2014 كنائبة رئيس المجلس البلدي لمدينة هالمستاد غرب السويد، ومستشارة بالمجلس مكلفة بالملف الثقافي به.

هاجرت العلوي هاروني من المغرب نحو السويد سنة 2003، لتكرس وقتها من أجل طموحاتها السياسية، فتدرجت في المسؤوليات الإدارية، حتى صارت شخصية سياسية تحظى بالشهرة والتقدير داخل مدينة هالمستاد.

قبل وصولها إلى فرنسا، كانت هدى من أهل مدينة مراكش، التي اشتغلت فيها بمهنة التدريس، لتقرر الهجرة بعد ذلك نحو السويد، حيث انخرطت كعضو مع حزب المحافظين، وانتخبت سنة 2010 كعضو بالمجلس البلدي لمدينة هالمستاد قبل أن تصبح نائبة رئيسه حاليا.

خديجة عريب

تمكنت خديجة عريب، ابنة الدار البيضاء ذات الـ56 سنة، من الظفر برئاسة البرلمان الهولندي، لتكون بذلك أول امرأة مغربية، عربية ومسلمة تصل لهذه المرتبة في دولة من دول أوروبا، بعد حصولها على 83 صوتا من أصل 134.

هاجرت عريب، الابنة الوحيدة لأسرتها، إلى هولندا وهي في سن الـ15 من عمرها لتلتحق بوالدها، حيث درست علم الاجتماع في أمستردام، لتكون بعد ذلك من مؤسسات اتحاد النساء المغربيات في هولندا، وتتنقل بين مناصب مختلفة قبل أن تصبح برلمانية في العام 1998 عن حزب العمل الهولندي، كما تولت رئاسة البرلمان الهولندي بالوكالة، منذ استقالة الرئيسة السابقة ميلتينبورج في ديسمبر الماضي.

وقد كانت عريب سابقا مساعدة في منظمات الرعاية الاجتماعية في كل من مدينتي بريدا وأوتريخت، ثم عملت في معهد للدراسات الاجتماعية والاقتصادية في جامعة ايراسموس في روتردام، لتصبح بعدها مستشارة سياسية بارز في حزب العمل، وكانت مؤسسة ورئيسة جمعية المرأة المغربية في هولندا.

vous pourriez aussi aimer