سلطانة

بن زياتن.. مغربية تأثرت بفقدان ابنها فأسست جمعية لبث روح التسامح في فرنسا

لا تزال لطيفة بن زياتن تتجرع ألم فقدان أحد فلذات كبدها، في الأحداث المتطرفة التي عرفتها فرنسا مارس 2012، وكان لأثر إحساسها بالحزن والألم العميق، بعد وفاة أعز أبنائها، دافعا لتأسس جمعية تحمل اسم ابنها، “عماد من أجل الشباب والسلام”.

وبعدما توفي ابنها عماد بن زياتن، وهو يؤدي وظيفته، بصفته ضابطا للصف المظلي في فرنسا، نتيجة أعمال متطرفة نفدها شاب من أصل جزائري، يدعى “محمد مراح”، قررت الأم المغربية، تأسيس تلك الجمعية، التي ذكرت أن الهدف من ورائها هو “نشر التوعية وتوجيه الشباب في فرنسا”.
لطيفة بن زياتن
“أم عماد”، التي غادرت المغرب في اتجاه فرنسا، وهي في سن الـ19 من عمرها، تقول في إحدى تصريحاتها “أنا مسلمة مغربية وفرنسية وأفتخر بذلك”، وتعتبر أنّ الله لا يريد لأحد أن يقتل باسمه.

وفي المساجد ترى لطيفة بن زياتن، التي تنحدر من تطوان، “أن هنالك أئمة لا ينشرون سوى الحقد، ولا يمتلكون الأهلية الكافية لنشر رسالة سماوية قائمة على المحبة والتسامح”.

لطيفة بن زياتن
كانت لطيفة قد ألفت كتابا تحت عنوان:”موت من أجل فرنسا”، حيث تحكي من خلاله عن سيرتها الذاتية، منذ هجرتها من المغرب إلى فرنسا، كما تتحدث أيضا عن علاقتها بأبنائها إلى جانب حالتها الصعبة بعد فقدان ابنها عماد.

وبعد ذلك الحدث الذي يشكل بالنسبة لها غما ويتسبب لها في حزن عميق، كلما تفكرت ألم فراق ابنها، فظلت تناضل وتسخر جميع إمكانياتها لبث روح التسامح الديني، وتحسس الشباب المهاجرين من خطورة التطرف في مختلف المدن الفرنسية.
وبفضل انخراطها في نبد الإرهاب ومحاربة التطرف بفرنسا، نالت مبادرتها إعجاب الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، الذي كان يدعمها، إلى جانب شخصيات فرنسية أخرى تهتم بالثقافة والسياسة.

ونظرا لمبادراتها الفريدة التي أطلقتها، لمحاربة التطرف والإرهاب، اعتبرت “رمزا للتسامح” في فرنسا، ونتيجة ذلك تمكنت لطيفة بن زياتن من الفوز بجائزة الوقاية من  النزاعات لسنة 2015، التي تمنحها مؤسسة شيراك للمبادرات الفعالة.
بن زياتن

vous pourriez aussi aimer