“فيلم مغربي يحصل على جائزة الأوسكار” ، قد تبدو هذه العبارة بعيدة المنال وصعبة التحقيق، بالنسبة لأغلب الجمهور المغربي، الذي يتابع جديد إصدارات السينما المغربية عن كثب.فالفوز بالأوسكار يحتاج مستوى معين، مازالت السينما المغربية لم تصل إليه للأسف،حسب أراء العديد من النقاد،فرغم أن أفلاما مغربية متعددة ترشحت للفوز بأوسكار أفضل فيلم اجنبي . وهي جائزة تمنحها أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية منذ عام 1945. لم ينجح واحد منها في حصد تتويج يحول العبارة أعلاه إلى واقع .
وحددت الأكاديمية الفيلم الأجنبي بأنه أي فيلم طويل(أكثر من 40 دقيقة) وينتج خارج الولايات المتحدة ولا تكون الانجليزية لغة المحادثة الرئيسية. والأفلام التي تنطبق عليه هذه الشروط تكون مؤهلة للتنافس على الجائزة ومن بينها المغربية بطبيعة الحال.
عايدة
مؤخرا تم اختيار فيلم “عايدة” للمخرج المغربي إدريس المريني، للمشاركة في تصفيات جوائز الأوسكار 2016 لأفضل فيلم أجنبي. حيث تم اختياره من من قبل لجنة انتقاء ترأسها المخرج أحمد المعنوني وضمت المخرجة فاطمة بوبكدي والمخرج سعد الشرايبي والناقد عمر بنخمار والناقد عمر آيت المختار والموزع محمد العلوي.
ويحكي الفيلم، الذي تلعب بطولته الممثلة نفيسة بنشهيدة، دراما إنسانية وعاطفية تجسدها معاناة “عايدة الكوهن”، مغربية الجذور، فرنسية الإقامة، التي تتخذ قرارا بالعودة إلى المغرب كي تعيش أيامها الأخيرة مع المرض الخبيث، وتعيد اكتشاف ذاكرتها وهويتها المتعددة. و”عايدة”هو ثالث فيلم لإدريس المريني بعد “بامو” و”العربي”.
عمر قتلني
وغاب الفيلم الطويل”عمر قتلني”لرشدي زم عن قائمة الأفلام الخمسة المؤهلة للتنافس على الفوز بأوسكار 2012 لأحسن فيلم أجنبي، التي كشفت عنها الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما في يناير من نفس العام وذلك بعد .تم اختيار الفيلم ضمن تسعة أفلام تم انتقاؤها من بين 63 فيلما مرشحا.
ويسرد فيلم رشدي زم مسار عمر الرداد (سامي بوعجيلة) البستاني المغربي الذي تمت إدانته ب18 عاما سجنا بتهمة قتل مشغلته غيزلين مارشال سنة 1991 في جنوب فرنسا. وهو ثاني فيلم للممثل والمخرج الفرنسي من أصول مغربية بعد “نية سيئة” سنة 2006.
عيوش
ومن بين الأفلام التي ترشحت للأوسكار، نجد فيلم علي زاوا ،والذي صدر سنة 2001، يصور فيه نبيل عيوش بواقعية مفرطة كما وصفها البعض، ظاهرة أطفال الشوارع المشردين في ضواحي مدينة الدار البيضاء . ورغم فوزه بالعديد من الجوائز الدولية، إلا أنه لم يستطيع التتويج بالأوسكار .
وعاد نبيل عيوش للاوسكار بفيلم “ياخيل الله ” سنة 2013، بعد ان نال فيلمه استحسانا كبيرا في 19 مهرجانا سينمائيا، ونال جائزة أفضل مخرج في مهرجان «سياتل» الأميركي. ويحكي فيلم «يا خيل الله» عن قصة مرتكبي اعتداءات الدار البيضاء، والذين ينحدرون من حي الصفيح سيدي مومن، حيث عاشوا حياة فوضوية حتى جندهم متطرفون لارتكاب أعمال إرهابية.
السمفونية
ونفس القصة تكررت مع أفلام مغربية اخرى، كفيلم السمفونية المغربية الذي تم إنتاجه سنة 2005 حيث يحكي فيه كمال كمال قصة حميد، متطوع سابق شارك في حرب لبنان، يلعب دوره يونس ميكري، وعاد من هناك بخيبة أمل ويأس ليصبح متشردا في مدينة الدارالبيضاء يلجئ للسرقة والإدمان لمكافحة تشرده وإعاقته الجسدية ومحاولا تحقيق هدفه الأكبر وهو إخراج سمفونيته الموسيقية حيز الوجود.
وداعا أمهات
سنة 2008 اختارت لجنة المركز السينمائي فيلم ” وداعا أمهات ” للمخرج محمد إسماعيل، ليمثل المغرب في الأوسكار، لكنه عاد دون تتويج، كباقي الأفلام المغربية المرشحة، ويستعرض فيلم “وداعا أمهات” قصة مالكين لمعمل النجارة، هما إبراهيم (مسلم) وهنري (يهودي)، اللذان تجمعهما صداقة متينة وقوية وذلك منذ مرحلة الطفولة. كما أن زوجتيهما على التوالي فاطمة وروث مرتبطتان كذلك بعلاقة صداقة وتعملان معا في مكتب للتأمين. وبالنظر إلى كون فاطمة امرأة عاقر،فقد كانت تكن الحب والصداقة لولدي روث، اللذان تعتبرهما بمثابة ابنيها.
كازانيكرا
وفي الدورة 82 لجوائز الاوسكار سنة 2010، اختير فيلم كازانيكرا المغربية ليمثل المغرب والعرب ، في المسابقة ويحكي فيلم ” كازانيغرا ” قصة صداقة بين شابين( أنس الباز وعمر لطفي ) اللذان يحاولان التمرد على واقعهما المؤلم والخانق، سلاحهما الوحيد، سلاح الحلم. يقول مخرجه نور الدين الخماري ، واصفا قصة الفيلم في إحدى حواراته الصحفية .
القمر الأحمر
وفي الدورة السابقة ، اختير الفيلم المغربي”القمر الأحمر”، لمخرجه حسن بنجلون، لتمثيل المغرب في حفل جوائز الأوسكار لعام 2015،في فئة “أحسن فيلم أجنبي”. حيث يتناول فيلم “القمر الأحمر” السيرة الذاتية والفنية لعبدالسلام عامر، الموسيقي المغربي الضرير الذي آمن بموهبته ولحن أغاني خالدة في تاريخ الأغنية المغربية.
رغم الترشيحات المتعددة ،إلا أن لقصة الأفلام المغربية والأوسكار، نهاية غير سعيدة دائما،تلخصها عبارة ” ترشح دون تتويج “.