غلام يفتح ملف الفنانين الممنوعين في المغرب بوقفة أمام البرلمان
طالب الفنان رشيد غلام،الممنوع من تنظيم عروض فنية داخل المغرب، الجهات الرسمية لتمكينه من الفضاءات العمومية والسماح له بـ”الحركة الثقافية والفنية في المجال والفضاء العام”.
وقال الفنان المنتمي لجماعة العدل والإحسان ، في وقفة رمزية نظمها الخميس أمام البرلمان بالرباط ،بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، التي حضرها بعض أعضاء “الجماعة”، وحقوقيون من بينهم المؤرخ معطي منجب، والرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، خديجة الرياضي، والفنان الساخر أحمد السنوسي الملقب بـ”بزيز”، إن هذه الوقفة رمزية، “ووقوفنا أمام البرلمان لا يعني أننا نرفع إليه قضيتنا، وإنما لرمزية المكان فقط”.
وأضاف قائلا: “نقف اليوم لأكون شاهدا حيا عن منعي مدة 15 سنة من حقي في التعبير وفي الإبداع”، واستطرد بقوله: “لست أطالب، كما يدعي البعض، أن أمر عبر دفاتر التحملات في القنوات الرسمية، ولست أطالب لأن أدعى إلى المهرجانات التي تقيمها الدولة تحت الرعاية السامية، بل أطالب لأن يسمح لي بالحركة الثقافية والفنية في المجال والفضاء العام”.
وأشار إلى أنه لا يطالب مساندة الدولة، ولا ببطاقة الفنان، ولا الرعاية الصحية للفنانين، بل لأن يمارس حقه بصفة مواطن أولا وكفنان ثانيا.
وخاطب من بيدهم رفع قرار المنع قائلا: “خلوا بيني وبين الناس، اتركوا الإبداع يظهر ويخرج”.
ولفت إلى أن وقوفه أمام البرلمان في اليوم العالمي لحقوق الإنسان يأتي ليظهر “زيف الشعارات وعلى ما يسمى لدى الجميع بديمقراطية الواجهة للنظام المغربي الذي ما فتئ يقول إن المغرب بلد الديمقراطية وبلد يحترم حقوق الإنسان”، وزاد قائلا: “نقف اليوم لكي نكذب هذه الدعاية”، وأضاف قائلا: “على الأقل إذا كان صحيحا فهو كاذب في شأني وفي شأن الفنان بزيز (فنان كوميدي ممنوع أيضا بالمغرب) وفي شأن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان .”
وشدد “مطرب الجماعة” ، كما يحب أن يلقبه البعض ،على ضرورة إعطائه الحق في التواصل مع الجمهور المغربي عبر فتح مسارح المغرب أمامه، خصوصا أنه يغني في جميع مسارح العالم.
واستنكر منعه قائلا: “لا أدري أي إرهاب يخافه النظام المغربي. لا أدري أي خرق للدستور أو خرق للقانون أقوم به حينما أبدع. أغني في مسارح العالم، وأمنع في المغرب”.
وأشار إلى أن الانتماء السياسي إذا كان هو المانع فهذه، بحسب قوله، حجة أخرى، “المفروض في دولة تحترم نفسها أن تحترم انتماء الأفراد لأي منظمة، فإن كان منظمة غير قانونية فليزج بها في السجون، فليحاربها قضائيا، وطالما هي (العدل والإحسان) قانونية، والانتماء قانوني، فلماذا أمنع. كثير ممن ينتمون لحركات سياسية، سواء إسلامية أو يسارية، يمارسون حقوقهم المهنية بشكل عادي، فلماذا لا أمارس حقي أنا أيضا مثل هؤلاء” على حد تعبيره.
وأوضح إلى أنه سيخوض سلسلة من الاحتجاجات تبدأ بالمحلي لتصل إلى المنتظم الدولي عبر المنظمات الحقوقية العالمية.
بدوره، قال معطي منجب، مؤرخ وناشط حقوقي،في تصريح لموقع سلطانة ، إنه يفتخر برشيد غلام فنانا مغربيا، خصوصا أنه يعبر عن آرائه الفنية بجرأة، ويناصر القضايا، كما أنه يعبر عن “فكر متيقظ وإبداع نير يمثل إسلام الطمأنينة”، مشيرا إلى أن ممارسات التضييق عليه ما هي إلا “انتقام سياسي من مواطن حر”، ولأن “من يحكموننا لا يستصيغون حرية التعبير”، وأعلن تضامنه المطلق مع غلام، خصوصا أنه “ممنوع منعا نهائيا من التألق أمام المستمع والمشاهد المغربي منذ حوالي 15 سنة”.
في حين، قال أحمد السنوسي الملقب بـ(بزيز) والممنوع من تقديم عرضه بالمغرب أيضا، أكد في تصريح لموقع سلطانة : “يجب أن نحتج في الأماكن التي يصدر منها القرار، وليس في البرلمان الذي تزور فيه إرادة الشعب”.
وأضاف قائلا: “نقول لهم كفى من هذا المنع والظلم. من حقنا الفنانين أن نعبر. لا نريد أن نقدم فنانا يعجب السلطة. لا نريد أن نظهر على شاشة تلفزة للنظام من أجل تلميع صورته. نتضامن مع رشيد غلام وحرية الصحافة والأطباء”.
وتابع بقوله: “كلنا مع رشيد غلام في الحق في التعبير عن فنه. من حقه أن ينتمي إلى أي حركة أو تنظيم سياسي. هو من بين الفنانين في العالم الذين يدافعون عن القضية الفلسطينية ويقدمون فنهم في المسارح وفي شاشات التلفزة والسينما”.
وأكد أن الفنانين، كيفما كان انتماؤهم، من حقهم أن يستفيدوا من الفضاءات العمومية دون تمييز، ولكن “أن يمنعونا من تقديم العروض فهذا لا يجوز، وأصلا لن نقدم عروضا للسلطة، بل سنقدم العروض التي سترضي الشعب المغربي”.
وعبرت خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الانسان، عن تضامنها مع غلام، وقالت لموقع سلطانة : “نستغل هذا اليوم للتعبير عن الغضب من القمع والحصار الذي يواجهه جميع النشطاء والحقوقيين والفنانين والمثقفين، من بينهم رشيد غلام، وهو فرصة للتأكيد على تضامننا مع كل ضحايا القمع والتضييق”.
يذكر أن رشيد غلام قدم أغنية “عليو الصوت” في ختام الوقفة الرمزية أمام البرلمان، حيث تجاوب معها الحضور.