تعتبر الموسيقى لغة عالمية تتجاوز حدود الزمان والمكان، حيث يمكن للألحان والإيقاعات أن تلامس النفوس وتعبر عن العواطف بطرق لا توصف، ومع التطور التكنولوجي الكبير أصبح من السهل على الجميع بضغطة واحدة الاستماع إلى الموسيقى ومشاركتها بسهولة عبر المنصات الموسيقية.
ومع هذا التطور التكنولوجي، برزت مشكلة التطفل على الميدان الموسيقي الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، وخاصة في مجال التوزيع الموسيقي، الذي يشكل مرحلة مصيرية في حياة الأغنية يمكن أن تحدد نجاحها من فشلها.
ويشكل التوزيع الموسيقي حلقة مهمة في عملية إنتاج الأغاني، والتي تأتي مباشرة بعد استقرار الفنان على الأغنية من حيث الكلمات و الألحان، وفي هذا الصدد، قال الموزع الموسيقي، نوح عبدي، في تصريح خاص لمجلة سلطانة: “أنا أعتبرها أهم مرحلة بالنسبة لي، لأنه إذا كان اللحن ممتازا والكلمات كذلك ولكن الرؤية خاطئة في التوزيع، ستدمر كل شيء والعكس صحيح”.
وتابع عبدي بالقول: “فبعد الاستقرار على الأغنية تأتي مرحلة تسجيل النسخة التحريبية من الأغنية أو ما يعرف بمصطلح ‘ديمو’ بصوت المطرب، وبعد ذلك يبدأ الموزع في انتقاء الأفكار المناسبة والآلات الموسيقية المناسبة للإيقاع”.
وتابع المتحدث ذاته قائلا: “هذه المرحلة تعتمد على حنكة وتجربة الموزع، فعقب الانتهاء تأتي مرحلة التسجيل النهائي لصوت المطرب ثم مرحلة المزج أو كما يطلق عليها ‘الميكساج’،وهي مرحلة مهمة جدا يتم فيها معالجة الأصوات الموسيقية والإيقاعية وصوت المطرب للرفع من جودة العمل تقنيا”.
وأضاف بالقول: “وآخر مرحلة هي مرحلة ‘الماستورينغ’ وهي مرحلة غالبا لا تتم في المغرب بهدف جعل الأغنية تتماشى مع المعايير الدولية المتعلقة بمستوى وجودة الصوت”.
واستنكر الموزع الموسيقي واقع الميدان الموسيقي بالمغرب الذي أصبح يعاني من المتطفلين، حيث أنه بحسبه، أضحى يمارسه “كل من هب ودب”.
وقارن نوح عبدي هذا القطاع مع قطاعات أخرى منظمة ومهيكلة مثل الطب، والهندسة، والتعليم وغيرها، معتبرا أن التطفل يقتل الإبداع المغربي، وأن الفن لا يجب أن يعاني من مثل هذه الظواهر لأنه مرآة تعكس البلد وخصوصياته الثقافية والفنية.
وتجدر الإشارة إلى أن نوح عبدي اشتغل في مجموعة من الأعمال الفنية مع عدد من الفنانين المغاربة الذين يحظون بشهرة واسعة، من قبيل زكرياء الغفولي، وفريد غنام، وحسناء زلاغ، سعيد موسكر، والشاب بلال، ورضى الطلياني، ونعمان بالعياشي، وزهير بهاوي وفاطمة الزهراء لعروسي وغيرهم.