سلطانة

خديجة أسد…سيدة الشاشة المغربية

هي امرأة التي أرخت في حياتها لصفحة فنية ستبقى مفتوحة في تاريخ هذا الوطن، وشاء القدر أن يجمعها بروح تشاركها نفس الحب، بعد رحلة نقشا خلالها اسميهما بأحرف من ذهب كرائدين لمرحلة من حياة هذا البلد، حتى وبعد أن ترجلت عن صهوة الحياة وماتت موتا جسديا، إلا أن روحها ومسارها الفذ سيبقى حيا في الذاكرة المغربية.

هي ليست مجرد قصة عادية، بل قصة امرأة تختزن بين طياتها فصولا من الحب، امرأة نالت نصيبها من النجاح وتجرعت في آخر أيامها مرارة الفقد.

تمكنت الراحلة خديجة أسد من بناء مسار فني متنوع بين السينما، والمسرح والتلفزيون، فهي تعتبر وجها فنيا كان دائما مرتبطا بزوجها الراحل عزيز سعد الله، إذ شكلا معا ثنائيا فنيا متميزا خطف الأنظار منذ أول ظهور لهما في سبعينيات القرن الماضي، في فرقة عميد المسرح الراحل الطيب الصديقي.

بعد فترة وجيزة في الفرقة، بدأ الثنائي تجربة التمثيل، في عدد من الأعمال الفنية، من قبيل “ساعي البريد” في سنة 1980 للمخرج مومن السميحي، و”عرس الآخرين” لمخرجه حسن بنجلون سنة 1990، كما شاركا في فيلم “الطبيب في كندا” من إخراج عزيز الجاهيدي في سنة 2008، بالإضافة إلى”نامبر وان” في سنة 2009 من إخراج زكية الطاهري، ثم “الزواج الثاني” من إخراج الراحل عزيز سعد الله.

واشتهرا بشكل كبير في السلسلة الكوميدية “لالة فاطمة” في مواسمها الثلاثة، التي عرضتها القناة الثانية في سنة 2003، وبفضل أدائها لدور “لالة فاطمة”، خطفت الراحلة خديجة أسد حب الجماهير المغربية حتى أطلق عليها المشاهدين لقب “لالة فاطمة”.

وتألقت الراحلة في مجموعة من السلسلات التلفزيونية التي شاركت فيها إلى جانب زوجها عزيز سعد الله، مثل سلسلة “بنت بلادي” في سنة 2009، وكذلك سلسلة ”دور بيها يا الشيباني” في سنة 2013، و”ماشي بحالهم” في سنة 2018، كما أنها لم تكتف في مسارها الفني بخوض التجارب الفنية فقط، بل قامت بتقديم فقرات من برنامج “لالة العروسة” الذي كان يجري عرضه على القناة الأولى، وذلك في موسمي سنة 2009 و 2014.

وتعد آخر تجربة فنية لخديجة أسد مشاركتها في سيتكوم “قيسارية أوفلا”، لمخرجه رشيد الوالي، الذي عرض على شاشة القناة الثانية في سنة 2021، كما أنها ولجت عالم “السوشل ميديا”، حيث أنشأت حسابات على بعض منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت حريصة على نشر صور ومقاطع فيديو خاصة بها، كما نالت شرف تتويجها بسيدة الشاشة المغربية.

وقبل سنتين من الآن، تأهب زوجها الفنان عزيز سعد الله للذي لابد منه، مخلفا في روحها فراغا عظيما تجاه شخص قاسمته تفاصيل حياتها بحلوها ومرها، وبنت معه تاريخا مشتركا، ما أثار تعاطفا كبيرا من قبل الجمهور المغربي، الذي أعرب عن مساندته وتعاطفه مع الفنانة التي فقدت رفيق دربها.

وهاهي اليوم قد جاءت لحظة رحيل هذه الأيقونة، التي خلفت بصمتها في تاريخ الفن المغربي، كامرأة مغربية عاصرت الأبيض والأسود وحتى الألوان، وولجت قلوب المغاربة من الشاشة الصغيرة والكبيرة وحتى من بوابة أبي الفنون.

vous pourriez aussi aimer