سلطانة

زينب تفلاحت…قصة امرأة تحدت الاكتئاب والشلل لتحقق مشروع أحلامها

“الفشل مفتاح النجاح” هو مثال يستعمل عادة لبث الأمل في قلوب الساعين وراء أحلامهم، لكن بالنسبة لزينب تفلاحت التي تنحدر من مدينة ورزازات، هو ليس مجرد مثل بل مبدأ في الحياة.

هي قصة امرأة مغربية استطاعت أن تهزم الفشل وتتصدى للاستسلام بكل بسالة، بعدما أشهر الدهر على أنيابه وأوجعها بفقدان ثلاث أفراد من عائلتها، وأذاقها من كأس “العجز” وفشل محاولاتها في تحقيق حلمها، لكنها ظلت متمسكة بحبل أحلامها إلى أن مدت إليها يد القدر لتعبر بها نحو طريق حلمها.

زينب تفلاحت البالغة من العمر 30 سنة، هي ابنة مدينة ورزازات، وأم لولدين “مهدي ومنير”، تشتغل في مجال تنظيم الحفلات والمناسبات، تسوق لعملها على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت اسم “عالم زينب أم مهدي”، الذي يتابعه ما يفوق عن 88 ألف متابع أو على الحساب الرسمي لمشروعها بعنوان “آجي تفرح”.

صرحت زينب لمجلة “سلطانة” أنها استطاعت التغلب على مجموعة من الظروف القاسية التي ألمت بها، بداية من مشاكلها الصحية خاصة فترة حملها التي كانت صعبة وأثرت بشكل سلبي على البنكرياس، أقعدتها لأيام على سرير الإنعاش، بالإضافة إلى إصابتها بشلل في الجسم جعلها تعاني من مشاكل نفسية وصلت إلى حد الاكتئاب.

وقالت زينب: “كنت أشعر أنني لم أعد أستطيع الوقوف لدرجة أنني أصبت بالشلل، ولم أتحمل أبدا هذا الوضع لدرجة أن سماع أحدهم يقول أنني تعرضت للشلل، كلمات كانت كفيلة بأن تجعلني أشعر بالألم داخليا”.

زينب التي لم تخرج بعد من دوامة مرضها، باغتها شبح الفقدان ليذيقها الألم مرتين، بعد موت أحبائها، ويتعلق الأمر بجدها وجدتها ووالدتها، فتوالت الأحداث حتى دخلت في حالة حرجة من الاكتئاب.

بعد هذه المرحلة المعتمة والقاسية، تسلل إليها بصيص ضوء لينير حياتها، فقد استطاعت زينب بعد الولادة الوقوف من جديد، وفي هذا الصدد قالت: “بعد الولادة استطعت الوقوف من جديد، ويعود فضل خروجي من حالة الاكتئاب إلى طبيب الترويض الذي كان مشرفا على حالتي، وأيضا لزوجي وأبي وأخواتي وكل أفراد عائلتي وعائلة الزوجي الذين ساعدوني جميعا لتخطي هذه الحالة”.

وخلال فترة علاجها، كانت زينب دائما تتذكر عبارة أمها الراحلة، التي كانت تقول لها: “يمكنك الوقوف من جديد، لا تستسلمي”، كما أكدت أنها كانت تقاوم لأجل رضيعها، الذي كان حافزا جعلها تقاوم وتجدد خطواتها نحو حلمها.

وقبل مرضها، كانت زينب قد بدأت مشروع تنظيم الحفلات من المنزل فقط، معتمدة على التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد تعافيها، استأنفت نشاطها وقررت إنشاء مقر لمشروعها، بمساعدة زوجها في مدينة تارودانت.

وقالت في هذا الإطار: “في تلك الفترة أوقف زوجي عن العمل بعدما سرحت الشركة موظفيها، ففكرنا في أن نفتتح محلا، خاصة وأنني أحب جدا مجال تنظيم الحفلات والمناسبات، أخذت المشورة من عدد من الأشخاص، لكن للأسف فشل المشروع في تارودانت”.

فكرت زينب في الانتقال إلى مدينة أخرى باحثة عن مكان يحتضن حلمها، فكانت الوجهة مدينة أكادير، اتخذت هذا القرار بعدما وجدت أن أغلب الطلبات التي تتلقاها كانت من أكادير، وأيضا بحكم أن عددا كبيرا من متابعيها على حسابها الشخصي وحتى على حساب مشروعها الخاص ينحدرون من نفس المدينة.

سافرت زينب بحامها إلى أكادير، ونجحت في تسيير مشروعها، تقول زينب: “الحمد لله استطعت أن أنجح في مشروعي بعزيمتي القوية وبالإرادة ثم التوكل على الله، وأوجه نصيحة لكل النساء اللواتي يسعين لتحقيق أحلامهن، انهضوا واشتغلوا على أحلامكن، ولاتستسلموا للظروف والفشل”.

vous pourriez aussi aimer