الطنجية المراكشية..طبق يعكس عمق الثقافة المغربية
طالما أسرت بسحرها قلب من يحج إليها من كل بقاع العالم، وأوقعتهم في عشق تفاصيلها الدافئة، وأزقتها المليئة بالحكايات وأطباقها التي تأخذنا إلى عالم آخر نشعر فيه بعراقة ثقافتنا كطبق “الطنجية”.
اقترنت الطنجية بمدينة “البهجة” مراكش، وبالجلسات الرجالية أو العائلية التي تخيم عليها روح الدعابة، والنكتة، والغناء ثم الرقص.
وتشير الحكايات المتداولة بين المراكشيين إلى أن طبق الطنجية ارتبط بالرجال الممتهنين للصناعات التقليدية، الذين كانوا يخرجون كل يوم جمعة في نزهة إلى نواحي المدينة التي يغطيها شجر النخيل، وفي انتظار أن تطهى الطنجية يغنون ويرقصون على أنغام “الدقة المراكشية”، ويسردون القصص والحكايات في قالب كوميدي، ما يجعلهم يستحقون بشدة لقب أبناء “البهجة”.
ويُطلق على الطنجية اسم “بنت الرماد” بسبب الساعات الطوال التي يستغرقها طهي هذا الطبق (بين 4 إلى 8 ساعات)، والتي قد تصل أحيانا إلى ليلة كاملة.
وتختلف طقوس إعداد هذا الطبق عن باقي الأطباق المغربية، حيث يقطع اللحم في إناء الفخار إلى قطع صغيرة، يضاف إليه الزيت، والتوابل، والثوم المدقوق والسمن، بالإضافة إلى القزبر المطحون، والزعفران الحر والملح ثم نصف لتر من الماء، ويتم تحريك العناصر حتى تمتزج مع بعضها البعض.
ويُغلق الإناء جيدا بورق سميك مربوط بخيط يتوسطه ثقب، ويؤخذ إلى “الفرناتشي” الذي يتكلف بطهيه وذلك من خلال وضع الطنجية في الرماد الساخن لمدة طويلة حتى تطهى، وتُقدم مع الشاي المغربي.
وجدير بالذكر أن الطنجية أخذت اسمها من الإناء المقعر المستدير الذي يحتوي على فتحة بالأعلى، والمصنوع من الفخار، كما أن لهذه الأكلة التي تعتبر تراثا ثقافيا لاماديا، تاريخا عريقا يعود إلى عهد السعديين.
بقلم الصحافية المتدربة أمينة مطيع