سلطانة

لحسن لعسيبي يصدر “غنيمة حرب” عن تاريخ الطب الحديث بالمغرب

أصدر الصحافي والكاتب المغربي، لحسن لعسيبي، مؤلفا بعنوان “غنيمة حرب”، يتناول في بحث تاريخي أحداث دخول الطب الحديث إلى المغرب في الفترة 1888/ 1940.

وقال لعسيبي في تصريح لمجلة سلطانة، إن الطب الحديث بالمغرب جاء ضمن الحملة الاستعمارية التي وزعت الأراضي المغربية بين أكثر من قوة استعمارية دولية منذ سنة 1912، بمنطقة طنجة عند مضيق جبل طارق، إسبانيا في الشمال وفي صحرائه الغربية الجنوبية، وفرنسا في الوسط الغني فلاحيا ومن حيث المعادن.

ويرى الكاتب أن، حرص القوى الاستعمارية تلك على توفير خدمة الصحة بالشروط المدنية الحديثة، كان وسيلة حرب أخرى لترسيخ وتثبيت الاستعمار، باعتباره وسيلة فعالة لإقناع أفراد المجتمع المغربي بما وصف حينها بـ”حيوية الحركة الاستعمارية لتحديث مجتمعاتنا المتخلفة وإلحاقها بركب التمدن والحضارة”.

واستحضر لعسيبي مقولة أول مقيم عام فرنسي بالمغرب ما بين سنتَي 1912 و1926، الماريشال ليوطي، الذي كتب إلى حكومته بباريس في نهاية القرن التاسع عشر وأكدها في مؤتمر الطب ببروكسيل نهاية 1926، حيث قال “ابعثوا لي 4 أطباء جدد وسأعيد إليكم 800 عسكريا”، بما معناه أن 4 أطباء بقلتهم يقومون بنفس المهمة في الاختراق التي يقوم بها 800 عسكري.

وعن دراسة معنى التغيير والتحول الذي أحدثه دخول الطب الحديث إلى الوعي العام للفرد المغربي، قارب العسيبي في كتابه أهمية نوعية “المعلومات الجديدة”، معتبرا أنها (إلى جانب معلومات أخرى اقتصادية وتجارية وقانونية وتقنية هندسية وطبية)، هي التي تغير من رؤية الفرد لذاته وممارسته للحياة، لأن “المعلومة” تخلق “المعرفة” و”المعرفة” تنتج القرار المفضي إلى التغيير والإصلاح.

والجدير بالذكر، أن الكاتب الصحافي لحسن لعسيبي، أصدر حتى الآن تسعة كتب، تناول فيها ذاكرة المقاومة المغربية للاستعمار، وقصة الدمع في تاريخ البشرية، وتاريخ الإعدام، وعلاقة الأدباء بأمهاتهم، وكذلك موضوع المحرم والمحلل في الأكل بالديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، وله أيضا ديوان شعر باللغة الأمازيغية بعنوان “تنغا نيزلالن” (نشيد الأعالي).

vous pourriez aussi aimer