سلطانة

هيمنة الإنترنت تقود الأضاحي إلى سوق الرقمنة

تحوّلت الشبكات الرقمية مؤخرا إلى ما يشبه سوقا ضخمة تمتد شوارعها وتفتح أبوابها في جميع أنحاء العالم، وبدت هذه السوق شاملة لكل شيء، فلا أحد كان يتوقع أن تصبح الأضاحي تباع عن بعد ويتم توصليها إلى المنزل بضغطة زر واحدة.

وأضحى المغاربة جزءا من هذه المنظومة التجارية الضخمة، كزبائن أو تجار، فبعد أن أصبحت تجد كل ما تبحث عند في أسواق الانترنت المختلفة، أتى اليوم الدور على الأضاحي، حيث أصبحت تعج مواقع التواصل الاجتماعي بإعلانات بيع الأضاحي، فيما اختارت الأسواق الكبرى طرح منصات إلكترونية لهذا العرض مع حملات اعلانية من قبيل التوصيل بالمجان.

وتم إطلاق مؤخرا منصة التجارة الإلكترونية “My Anoc Market” لبيع الأغنام والماعز، وذلك خلال حفل ترأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، حيث تعتبر المنصة التي تم تطويرها من طرف الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، فضاء لبيع هذه الأنواع من الماشية من قبل المربين من أعضاء الجمعية. وتتيح للمستهلكين شراء الأغنام أو الماعز دون الحاجة إلى التنقل، مع خدمة توصيل على الصعيد الوطني.

وقسم نزوح الأضاحي إلى عالم الرقمنة النقاش بين مؤيد ومعارض، حيث اعتبر البعض أنه لا يمكن معرفة جودة الأضحية إلا من خلال المعاينة المباشرة، فيما أعتبر الاتجاه الأخر أن إحداث سوق إلكترونية للأضاحي يوفر الجهد والوقت على الزبون.

وفي هذا الصدد، قال الشاب محسن وهو موظف في القطاع العام لــ “سلطانة”، إن إحداث سوق إلكترونية للأضاحي يعد أمرا إيجابيا يواكب العصر، معتبرا أن الطرق التقليدية لشراء الأضاحي أصبحت اليوم من الماضي.

وأضاف المتحدث وهو أب لطفلين، أنه قام بشراء أضحية من خلال منصة إلكترونية، وعن جودتها قال إن الأضحية في صحة جيدة ولا يشملها أي مشكل، مبرزا أن هذه المنصات يمكن متابعتها في حالة حدوث أي عملية مشبوهة عكس ما هو متاح في الأسواق الأسبوعية.

في الجانب الأخر، قال محمد وهو رجل خمسيني لـ “سلطانة”، إن شراء أضحية من الأنترنت ضرب من الخيال، موضحا أن الكبش يحتاج لفحص ومعاينة دقيقة لكل التفاصيل.

وشدد المتحدث، أن عيد الأضحى ليس فقط كبش ويتم ذبحه، وإنما طقوس وعادات ورثناها منذ القدم، معتبرا أن لحظات الاستيقاظ في الصباح الباكر والتوجه للسوق والتجول يمينا وشمالا لاختيار الأضحية واصطحابها للمنزل سنفقدها إن توسعت رقعة هذه المنصات التي تقضي يوما بعد يوم على التفاصيل الجميلة التي كنا نعيشها.

ويذكر أن الحكومة، قالت في بيان سابق إن هناك وفرة في رؤوس الأغنام، فيما الأثمنة في متناول جميع الشرائح الاجتماعية، فيما تشهد أسواق بيع الأضاحي حركة تجارية ضعيفة، أرجعها تجار ومواطنون على حد السواء إلى ارتفاع أسعار الأضاحي.

vous pourriez aussi aimer