سلطانة

منصة الشباب بسيدي سليمان.. ملاذ شابات مثابرات تحذوهن الرغبة في تحقيق طموحاتهن

تشكل منصة الشباب بسيدي سليمان، إحدى مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نافذة وملاذا لشابات مثابرات تحذوهن الرغبة الحثيثة في تحقيق طموحاتهن. وتسهر على إدارة هذه المنصة، مؤسسة (إس فورهيت) التي تعنى بتقديم خدمات الاستقبال والاستماع والتوجيه للشابات والشباب الطامحين إلى خوض غمار العمل المقاولاتي و البحث عن عمل والانخراط في التعاونيات.

يقول مدير (إس فورهيت) عبيد الله عبد الجليل، إن المؤسسة تتكلف بالتدبير الإداري للمنصة وتقديم خدمات الاستقبال والاستماع والتوجيه، مضيفا أن استقبال المرشح هو أهم خطوة بالنسبة للمؤسسة حيث “نتعرف من خلالها على مدى حماس المرشح لخوض غمار المشروع”.

وأكد عبد الجليل في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المؤسسة توفر أطرا كفأة تواكب المترشح وتستمع له وبناء على تقييم موضوعي وذاتي يتم توجيهه سواء إلى إنشاء مقاولة أو إيجاد فرصة عمل أو تتم مساعدته على تحسين دخله، إذا كان صاحب مقاولة.

وبعد مرحلة توجيه الشابات تأتي مرحلة مواكبتهن التي يسهر عليها المركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعية (أم سايز).

وفي هذا الصدد، يقول عبد الغني رداد مكون بالمركز “نستقبل الشباب بعد توجيههم ونتعرف على مشاريعهم والمراحل التي قطعتها في التنفيذ بهدف مواكبتهم”، مضيفا أن المركز يوفر برنامجين، الأول قبل الإنشاء والثاني ما بعد الإنشاء.

وأشار إلى أنه في برامج ما قبل الإنشاء، يخوض المرشحون دورات تدريبية من أجل خلق أفكار مشاريع”، مبرزا أن المرشحين ينخرطون بعدها في ورشات عمل وتكوينات تستمر ما بين ثلاث إلى ستة أشهر من المواكبة وبعدها تسلم لهم شواهد.

وفي مرحلة ما بعد الإنشاء، يضيف رداد، يعمل المركز على إعداد مخطط المشروع والوثائق القانونية الضرورية من أجل دخول مرحلة التمويل، مؤكدا أنه يتم تقييم المشروع من قبل لجنة خاصة والتي تبث في المشاريع المؤهلة للحصول على التمويل.

وسجل رداد أن المركز يواكب المشاريع التي يتم تمويلها خلال فترة تمتد ما بين 12 شهرا إلى 24 شهرا، مشيرا إلى أن الهدف من المواكبة هو ضمان نجاح المشاريع ومساعدة أصحابها على تطوير حسهم المقاولاتي والاستمرار قدما في اقتراح أفكار مبتكرة ومتجددة.

وفي هذا السياق، تؤكد مريم السيراوي، ذات ال24 ربيعا، وصاحبة مشروع مقاولة لتصميم البنايات، في مرحلة ما قبل الإنشاء، في تصريح مماثل، إنه بعد حصولها على شهادة وتكوين في مجال التصميم الداخلي للبنايات، قررت إنشاء مشروعها الخاص.

وأضافت أن طموحها لتحقيق ذاتها عبر إنشاء مقاولة، دفعها إلى التوجه صوب منصة الشباب واقتراح مشروعها الخاص، مبرزة أنها حظيت بالمواكبة والدعم اللازمين لتحقيق حلمها الذي راودها منذ الصغر وتجسيد مشروعها على أرض الواقع.

وتابعت أن مشروعها يتمثل في إنشاء مقاولة للتصميم الرقمي للبنايات توفر للزبناء تصاميم ثلاثية الأبعاد وتصميما داخليا وتصاميم البناء والبنايات المتصلة، مضيفة أن هذا المجال يستهويها كثيرا ولذلك “ستحرص على بذل قصارى جهدها لاعتماد طرق مبتكرة تفيدها في النجاح في مشروعها.

وأضافت “في البداية كانت الأفكار حول المشروع مشتتة، لكن بعد التكوين في المنصة اتضحت لي الرؤية وبدأت معالم المشروع تتجلى أكثر فأكثر”، مبرزة أنها استطاعت داخل المنصة الاطلاع على تجارب مشاريع ناجحة لشباب في مرحلة ما بعد الإنشاء”.

ولم تفوت مريم الفرصة لتوجيه الدعوة للشباب بإقليم سيدي سليمان للاستفادة من خدمات المنصة لإطلاق مشاريع ذاتية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

ومريم ليست الشابة الوحيدة التي استفادت من مشاريع المبادرة بل هناك شابات كثريات يحملن مشاريع مختلفة، ومنهن رجاء الشبة، صاحبة مقاولة لإعداد الحلويات، وهي واحدة من الشابات اللواتي آمن بمشاريعهن وأفكارهن، من أجل إنشاء مقاولتهن الخاصة.

تقول رجاء في تصريح آخر إن فكرة المشروع استلهمتها بعد إصابة ابنها بمرض عرضي، حيث اعتمدت في علاجه على مكونات طبيعية ساهمت في تماثله للشفاء. وأشارت إلى أن شفاء ابنها جعلها تفكر في إدخال مكونات طبيعية في أطباق غذائية وتعميم الفكرة عبر إنشاء مشروع يستفيد منه عموم الناس، مبرزة أن المشروع لقي في بداياته إقبالا واستحسانا من لدن الزبناء.

وأضافت رجاء أن المنصة ساعدتها كذلك على تغيير نظرتها للمشروع بعدما أصبحت تطمح إلى تسويق منتجاتها في الأسواق الكبرى ولما لا تصدير منتوجاتها إلى الخارج.

ولذلك، تبقى منصة الشباب بسيدي سليمان رافدا حيويا لإذكاء روح الابتكار والمبادرة وفرصة للشابات لتحقيق حلمهن وإبراز ذواتهن عبر خلق مشاريع مدرة للدخل خصوصا في المدن الصغرى التي لا تتوفر على نسيج صناعي كفيل باستيعاب الشباب الباحث عن الشغل.

vous pourriez aussi aimer