سلطانة

ملتقى الثقافة الحسانية يطفئ شمعته الرابعة بالداخلة

أطفأ ملتقى الثقافة الحسانية “م ل ك ى الفرك ان” شمعته الرابعة، أمس الجمعة، حول موضوع “الثقافة الحسانية في خدمة القيم الإنسانية”.

ويندرج هذا المنتدى، المنظم على مدى ثلاثة أيام من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، في إطار الاحتفاء بالذكرى التاسعة عشر لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن.

ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الثقافية انسجاما مع دستور المملكة الذي يدعو في فصله السادس إلى صيانة الثقافة الحسانية، كما يأتي تنزيلا للرؤية الملكية السامية التي تولي اهتمام كبيرا للبرامج والمشاريع التنموية بالأقاليم الجنوبية المندرجة في إطار تثمين الهوية الثقافية الحسانية.

كما يندرج هذا الملتقى في سياق تعزيز سبل التعاون جنوب – جنوب والانفتاح الثقافي على إفريقيا، وتفعيلا لمقتضيات القانون الإطار 51/17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين، وفي إطار تنزيل المشروع رقم 08، خاصة الشق المتعلق بالإدماج الفعلي للثقافة بالمدرسة المغربية.

ويتطلع ملتقى “م ل ك ى الفرك ان” كذلك إلى الاهتمام بالقيم الأصيلة التي تنشدها الثقافة الحسانية والعمل على تعزيزها وإبراز امتداداتها وتفاعلها القوي مع قيم وثقافات أخرى، لاسيما داخل القارة الإفريقية.

وفي كلمة بهذه المناسبة، أكدت مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، الجيدة اللبيك، أن تنظيم ملتقى “م ل ك ى الفرك ان” يروم الاهتمام بالثقافة الحسانية وتثمينها وتعزيز انتشارها وتكريس القيم النبيلة التي تنشدها والمرتبطة أساسا بالدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة.

وأوضحت السيدة اللبيك أن هذا الملتقى يندرج في إطار المبادرات الرامية إلى ترسيخ الثقافة الحسانية وزرع قيمها الحضارية والمجتمعية لدى الناشئة المحلية، والحفاظ على الموروث الحساني الأصيل، مع العمل على جعل الداخلة بوابة حقيقية للانفتاح على البعد الإفريقي للمغرب، وذلك تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية.

وفي سياق تجسيد هذا الانفتاح، أشارت السيدة اللبيك إلى أنه سيتم إرساء علاقات وتوقيع شراكات مع القنصليات المتواجدة بالداخلة والعيون وكذا جمعيات الطلبة الأفارقة بمختلف المؤسسات التعليمية بالداخلة، مما يجعل من هذه الجهة فضاء للتعايش والسلام والمحبة والرخاء.

من جهتها، قالت رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالداخلة – وادي الذهب، ميمونة السيد، إن تنظيم ملتقى “م ل ك ى الفرك ان” يستجيب لمطلب ملح سواء على المستوى التربوي أو الحقوقي أوالحضاري، ألا وهو مطلب إدماج الثقافة الحسانية ضمن مكونات منظومة التربية والتكوين.

وأضافت أن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان تثمن عاليا مجهودات الأكاديمية في سبيل تكريس البعد الثقافي ضمن مكونات المناهج الجهوية، وتخصيص حيز هام لترسيخ الثقافة الحسانية لدى الناشئة، وجعل الأنشطة الهادفة إلى ذلك مكونا محوريا ضمن أنشطة الحياة المدرسية.

وأشارت إلى أن تنظيم هذا الملتقى الذي يهتم بالثقافة الحسانية وبلوغه الدورة الرابعة، في ظل إكراهات سنتين استثنائيتين بسبب جائحة (كوفيد-19)، ماهو إلا دليل على هذا الاهتمام الذي توليه مختلف الأطراف الفاعلة، خاصة وأن هذا الملتقى لا يقتصر فقط على استعراض الموروث، وإنما هو مناسبة لتجسيد الانفتاح على الثقافات العالمية الأخرى.

من جانبه، أبرز القنصل العام للسنغال، بابو سيسي، عراقة العلاقات التي تجمع بين المملكة المغربية وإفريقيا جنوب الصحراء، مشيرا إلى أن الصحراء الكبرى كانت طريقا للتجارة وبوتقة للقاءات والتبادلات الاقتصادية والثقافية بين البلدان الإفريقية.

وأكد أن الإسلام شكل، منذ قرون، عاملا للتمازج الثقافي والروحي بين المغرب والسنغال، البلدان الشقيقان والحليفان اللذان ينسجان علاقات استثنائية في جميع المجالات، مشيرا إلى أنه “فضلا عن الإسلام الذي يوحدنا، لدينا أيضا الكثير من أوجه التشابه في عاداتنا وتقاليدنا”.

وأشار، من جهة أخرى، إلى أنه سيتم التوقيع على مذكرة تفاهم، في إطار هذا الملتقى، مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، لإرساء شراكة رابح – رابح ديناميكية في المجال التربوي، مضيفا أن 10 طلبة سنغاليين يتابعون دراساتهم العليا بكل من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير والمدرسة العليا للتكنولوجيا بالداخلة.

وخلال الجلسة الافتتاحية لهذا المهرجان، قدم تلاميذ مختلف المؤسسات التعليمية، ببراعة، لوحات فنية وعروضا موسيقية ورقصات شعبية مستمدة من التراث الحساني.

وبدورها، أتحفت فرقة من الجالية الإفريقية المقيمة في الجهة الجمهور برقصات فلكلورية، شكلت فرصة لإبراز الأصالة والغنى الثقافي والفني للبلدان الإفريقية.

ويتضمن برنامج الملتقى تنظيم ندوات وورشات عمل حول “الحكاية الشعبية المستمدة من الثقافة الحسانية”، وورشات للرسم والشعر والمسرح والطبخ التقليدي، فضلا عن عروض موسيقية ورقصات شعبية.

وخلال هذه التظاهرة الثقافية، ستقدم مؤسسات تعليمية بالجهة عروضا ومسابقات لتسليط الضوء على مكونات الثقافة الحسانية والتعريف بها.

وجرت مراسم افتتاح هذه التظاهرة بحضور، على الخصوص، المدير الجهوي للثقافة، وقنصل اتحاد جزر القمر، وأعضاء هيئة التدريس وأعضاء الجاليات الإفريقية المقيمة في جهة الداخلة – وادي الذهب، بالإضافة إلى عدد من المنتخبين.

vous pourriez aussi aimer