سلمى الفقير سياسية كفيفة تحمل فوق أكتافها معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة
سلمى الفقير (44 عاما)، لم تمنعها الإعاقة البصرية من الترشح لخوض غمار الانتخابات الجماعية بمدينة سلا، وتحاول جاهدة إقناع المواطنين بالمشاركة في الاستحقاق المزمع إجراؤه في 8 شتنبر 2021.
ونقلت وكالة الأناضول أن سلمى التي قررت الترشح باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، بدائرة المريسة سلا المدينة، خطفت الأنظار وهي تشارك في الحملة الانتخابية لنشاطها وحيويتها مع أنها كفيفة.
وبداخل مقر الحزب بمدينة سلا، تحظى سلمى باحترام كبير، فأحد الأعضاء يشرح لها كيفية إقناع المواطنين، وآخر يقدم لها إيضاحات عن نمط الاقتراع، وثالث يبين التدابير الاحترازية المرتبطة بفيروس كورونا.
وقررت سلمى المشاركة في الحملة الانتخابية رغم الصعوبات، حيث تقف لدى صاحب متجر في المدينة تشرح له برنامج الحزب، وتتواصل مع بائع متجول توضح له كيفية التصويت، وتلتقي بأسرة تحثهم للتصويت لحزبها.
وتعاطف المواطنين مع سلمى لا يخلو من “مطبات”، فقد رفض أحد المواطنين من ذوي الإعاقة التواصل معها لأنه غير مقتنع بتاتا بالمشاركة السياسية، على حد قوله.
وجرأة سلمى وشجاعتها في التواصل ولقاء المواطنين لم تأتيا بمحض المصادفة، فبداية عملها السياسي كان خلال 2017 بعد التحاقها بالحزب.
وتقول سلمى: “التحقت بالحزب عن قناعة، خصوصا أن برنامجه شجعني على ذلك، وعملت بمنطق الجار قبل الدار (مثل يدل على ضرورة اختيار الجار قبل شراء الدار)، أي أنني تعاملت مع أعضاء من الحزب، ولاحظت أن لهم مبادئ سياسية وحزبية“.
وتعتبر سلمى أن “التجمع الوطني هو الحزب الوحيد الذي أنشأ جمعية الأمل لذوي الإعاقة، لها فروع في عدد من مناطق البلاد“.
وتضيف أن “الحزب يهتم بهذه الفئة، وأراد أن تكون له تمثيلية بالبلديات والبرلمان من أجل إيصال صوتهم“.
وبخصوص حقوق ذوي الإعاقة، تؤكد أنها ستعمل “على إيصال مطالب ومشاكل هذه الفئة، خصوصا أن العمل من داخل المؤسسات يختلف عن العمل من خارجها”.