سلطانة

الحاجة الحمداوية..نجمة استثنائية حفرت الذاكرة المغربية وبصمت اسمها في تاريخ العيطة

رحلت عن عالمنا في الساعات الأولى من يومه الإثنين، الفنانة المغربية الشعبية الحاجة الحمداوية، عن عمر يناهز ال91 سنة، بعد صراع طويل مع المرض.

‎وتعتبر الحاجة الحمداوية واسمها الحقيقي “الحجاجية”، علامة فارقة في تاريخ الفن الشعبي المغربي، وارتبط اسمها بفن العيطة منذ ستينيات القرن الماضي، وحملت البندير في زمن الإستعمار.

دخلت الحاجة الحمداوية عالم الفن من بوابة المسرح ضمن فرقة الفنان المغربي بوشعيب البيضاوي، ولم تكن تعلم وهي تؤدي أدوارها المسرحية أن القدر يخبأ لها طريقا آخر، ستبصم من خلاله اسمها في الذاكرة.

وتحوّلت الحاجة الحمداوية من المسرح إلى غناء العيطة بعدما لمس البيضاوي في صوتها بحة مميزة، فوجدت نفسها في هذا الفن وأبدعت وأتقنت حتى صارت أغانيها على كل لسان، وتركت بصمتها الخاصة على تراث مغربي عمره قرون.

ذاقت الحمداوية مرارة السجن والاعتقال والتعنيف في زمن الاستعمار الفرنسي على المغرب، بسبب أغانيها التي كانت سلاحها الوحيد، لكنها لم تتحمل المضايقات فهاجرت إلى الديار الفرنسية وأكملت مسارها في الفن، عبر إصدار أعمال غنائية جديدة، لتعود للمغرب بعد عودة محمد الخامس من المنفى وتتوالى نجاحاتها بعد الاستقلال.

عاصرت ابنة درب السلطان ثلاث ملوك وغنت في القصور الملكية منذ عهد الملك محمد الخامس مرورا بالحسن الثاني ومحمد السادس، الذي غنت في زفافه وشقيقه الأمير مولاي رشيد، فأصبحت تلقب بفنانة الملوك.

صدحت بصوتها كلاما خالدا وعبرت عن هموم الناس ومعاناتهم وقضاياهم اليومية، وكانت العيطة سلاحها لمقاومة الاستعمار زمن الخوف، وفي زمن الاستقلال كانت لحن فرح وبهجة.

الحاجة الحمداوية أيقونة خالدة طبعت الذاكرة وبصمت اسمها في التاريخ، برحيلها اليوم يكون المغرب قد فقد ابنته البارة ونجمة استثنائية وملكة فن العيطة..إنا لله وانا اليه راجعون.

vous pourriez aussi aimer