سلطانة

مدينة الصويرة.. طيور النورس حاضرة والسياح غائبون

“طيور تحلق لوحدها”، ذلك هو العنوان الذي يمكن أن نطلقه على مدينة موكادور، التي كانت، إلى وقت قريب، تعج بالسياح العاشقين لرياضة ركوب الأمواج، والراغبين في اكتشاف معالم المدينة الضاربة في جذور التاريخ، والاستمتاع بجمال الشواطئ ورمالها الذهبية .

ولعل الزائر لمدينة الصويرة، يسجل أن السياح الأجانب والمحليين الزائرين لها في هذه الظرفية يعدون على أصابع اليد، في منطقة لم تكن لتشهد هذا الوضع لولا التداعيات الكارثية لفيروس كورنا المستجد.

وبفضل مؤهلاتها الطبيعية الخاصة، كانت مدينة الرياح مقصدا مغريا للسياح من مختلف بقاع العالم، تستقبلهم للوهلة الأولى طيور النورس البيضاء التي تحلق مصارعة الريح بانتشاء وفرح فوق مراكب الصيد الراسية، إلا أن الجائحة قلبت موازين الحياة في المدينة.

مهدي صاحب مشروع لكراء الدراجات الهوائية، قال في تصريح لمجلة سلطانة، إن تداعيات الجائحة وإجراءات الأغلاق، تسببت في شلل الحركة الاقتصادية بالمنطقة، كون المدينة تعتمد بشكل كبير على السياحة.

وأضاف مهدي بحسرة، هذه الفترة من السنة يستعد العاملون لاستقبال السياح الأجانب في فصلي الربيع والصيف، كون الرياح وطيور النورس والرمال تنادي على من يحبها ويرغب في التواصل معها.

صاحب المشروع لم يخف تشاؤمه إزاء الوضع الحالي، لكنه أبدى نوعا من التفاؤل حين الحديث عن السياحة الداخلية، وتسارع وثيرة التلقيح حول العالم، مبرزا أنه يأمل أن يحل هذا الصيف بالخير ويعوض القليل من الخسائر التي خلفها الفيروس.

أمواج الصويرة شاهدة أيضا على تنظيم العديد من الأنشطة الفنية التي يقصدها السياح القادمون من مختلف مناطق العالم، أبرز هذه الأنشطة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، الذي يقدم عروضاً موسيقية فريدة من نوعها، تروج لموسيقى كناوة وللموسيقى العالمية والتقليدية، وتُعزز ثراء التراث الموسيقي العالمي، ويستقطب خلال تنظيمه ما بين 000 250 و 000 400 زائر.

مدينة الصويرة، تعبق بالتاريخ والحضارة والجمال، منغلقة على ذاتها ومنفتحة في نفس الوقت على كثافة المحيط والأمكنة، موكادور مدينة زهية بهية، سرقت منها كورونا القليل من الوهج، إلا أن تاريخها الضارب وجمالها الخلاب، قادران على لملمة جراح ما أفسده الوباء.

vous pourriez aussi aimer