سلطانة

الطيب حمضي حول احتمال الموجة الثالثة مع السلالات الجديدة: ما زال بإمكاننا تفادي الاسوأ


حذر الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، من الوجه الشرس للوباء وكذا عواقبه وتداعياته، داعيا إلى ضرورة تقليص مخاطره، تجنبا للوضع الذي أصاب عدة دول، وساهم في قتل وشلۜ الحياة فيها.

ودعا الطيب حمضي في مقال توصلت مجلة سلطانة بنسخة منه، إلى تكثيف الجهود لتجنب الأسوأ من حيث الحالات الحرجة والوفيات والضغط على المنظومة الصحية، وعدم تعريض الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي للخطر.

واستشهد الطبيب بدولة البرازيل التي تعيش حالة فوضى عامة، إضافة إلى كل من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وايرلندا والبرتغال وفرنسا ودول أخرى في وسط وغرب أوروبا، والتي قررت فرض تدابير تقييدية صارمة وحجر صحي عام، مع إغلاق المدارس في الكثير منها لوقف تفشي السلالات الجديدة.

وقال الطبيب: “إنه وباء جديد أو تقريبًا بحجمه ووجهه الجديد، زيادة هائلة في الحالات الجديدة، والمرضى الذين يعانون من حالات خطيرة بشكل متزايد، في خدمات العناية المركزة المزيد والمزيد من الشباب، والكثير منهم بدون أي أمراض أو ضعف مرتبط به، فترات أطول للإقامة في العناية المركزة، المزيد من النساء، ومع المزيد من العواقب”.

وأكد المتحدث ذاته أن انتشار السلالات الجديدة، البريطانية بشكل أساسي، أدى إلى زيادة هائلة في الحالات الجديدة، وتلقائيا الحالات الحرجة، بين الشباب والأقل شبابا على حد سواء، مشيرا إلى أن هذا المتحور أكثر عدوى بنسبة 60٪ وفقًا لعدة دراسات، كما يشتبه بشكل متزايد في أنه أكثر ضراوة وأكثر خطورة من السلالة الكلاسيكية، حيث كشفت دراسة حديثة أن المتحور البريطاني أكثر خطورة وأكثر فتكًا ب 64٪، بالنسبة لـكل 1000 حالة تم اكتشافها، فإنها تسبب 4.1 حالة وفاة، مقابل 2.5 حالة لفيروس كورونا الكلاسيكي.

ولفت الطبيب إلى أن الوضع الوبائي في المغرب مستقر وتحت السيطرة لمدة تزيد عن 10 أسابيع، وذلك تزامنا مع حملة التلقيح التي وصلت إلى مرحلة متقدمة، واستطرد قائلا: “لكننا ما زلنا بعيدين عن المناعة الجماعية، تم اكتشاف السلالة البريطانية في بلادنا، ومن المحتمل أن تكون كذلك السلالات الأخرى قريبا”.

وشدد المسؤول عينه، على ضرورة الاحترام السليم والصارم للإجراءات الحاجزية، من استعمال الكمامات بشكل سليم، والتباعد، وتطهير اليدين، ووتجنب الازدحام وتهوية الاماكن المغلقة، واحترام التدابير الترابية، وتجنب السفر غير الضروري، والتجمعات العائلية وغيرها، والامتثال الصارم للعزل من قبل المرضى الذين ثبتت إصابتهم والمخالطين، مردفا بقوله: “هل هذا السيناريو يمكن منعه؟ خطر رؤيته يتكرر عندنا محتمل للغاية، وإمكانية تجنبه ليست ممكنة فحسب، بل ضرورية، يجب علينا وقف تقدم السلالات الجديدة حتى يتم تطعيم نسبة كبيرة من المغاربة”.

ونبه الطيب حمضي إلى أن الأسابيع القادمة ليست مناسبة للتراخي، “فحياتنا وصحتنا وسلامة منظومتنا الصحية وإعادة فتح اقتصادنا، ومدارسنا، وحياتنا الاجتماعية، وسياحتنا في أشهر الصيف متوقفة على سلوكنا اليوم”، لذا توجب “الحذر واليقظة لتجنب موجة شرسة، وتجنب تدابير ترابية أكثر تشددا، من أجل السماح بانتعاش واسع في أشهر الصيف”.

vous pourriez aussi aimer