سلطانة

روبورتاج: اليوم العالمي للمرأة.. ذكرى لإبراز دور المرأة المغربية

يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل سنة، باليوم العالمي للمرأة، كموعد نسعى من خلاله المرأة بالمطالبة بحقوقها، وإثبات تفوقها في مختلف المجالات.

وتهدف النساء من خلال هذا اليوم، إلى بصم نجاحهن الكبير في مجال عملهن، وإبراز أنهن قادرات على تغيير النظرة النمطية على المرأة من خلال تحقيق نجاحات كبيرة.

العديد من النساء لا يرغبن في هذه الذكرى، أن يحصلن على الهدايا والورود، بل يطمحن إلى منح المكانة الحقيقية التي تستحقها المرأة، وتوفير لهن مناخ من الحرية والابداع والمساواة وعدم التعرض للتضييق والتحرش، وكسر كل الصور النمطية التي تصور المرأة على أنها شخص ناقص.

في هذا السياق، قالت مريم الضاوي أستاذة مادة اللغة الانجليزية في تصريح لمجلة سلطانة، إنه من الجيد الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، لكن في المقابل لا يجب اختزال كيان المرأة في يوم داخل أيام السنة.

وأضافت المتحدثة أن المرأة شخص كامل، يجب أن يحترم ذكاؤها، وأن تحصل على استقلالية نفسية، وتكون كما هي، من أجل التألق والإبداع والتميز.

وجاء اقرار 8 من مارس كيوم عالمي للمرأة، بعد حراك عمالي كبير، حيث خرجت أزيد من 15.000 امرأة في عام 1908 في مسيرة احتجاجية بشوارع مدينة نيويورك الأميركية، احتجاجا على الظروف اللا إنسانية التي كنّ يجبرن على العمل وفقها، وطالبن آنذاك بالتقليل من ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات والمساواة.

واعترفت رسميا الأمم المتحدة بهذا اليوم سنة 1975، واختيار موضوع مختلف له في كل عام، وكان أول شعار لهذه الذكرى “الاحتفاء بالماضي، والتخطيط للمستقبل”، فيما اختارت الأمم المتحدة هذا العام شعار “المرأة في القيادة: تحقيق مستقبل متساو في عالم “كوفيد-19”.

وشكلت هذه السنة تحديا صعبا للمرأة، بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث واجهت المرأة تحديات الرعاية الصحية، والتعليم المنزلي، والعمل من المنزل، والزيادة في وظائف البيت.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أشار إلى أن النساء يمثلن 70% من العاملين في مجال الرعاية الصحية في العالم، وهن من بين أشد الناس تضررا من الجائحة ومن ضمن القادة في المحاولات لإيجاد وسائل للتعامل مع الجائحة.

وفي هذا السياق قالت سامية ممرضة في المستشفى الحسني بالناظور في تصريح لسلطانة، إن الأطر العاملات في مجال الصحة بالمستشفى، قمن بمجهود جبار طيلة فترة الجائحة، واشتغلن بدون كلل لساعات طويلة وبدون توقف، في سبيل انقاذ حياة المصابين بفيروس كورونا المستجد.

وأصافت الممرضة، أنها رفقة زميلاتها، كن لا يزرن عائلاتهن، بسبب الإجراءات الوقاية ومخافة نقل العدوى، مبرزة أنه ما يزيد عن شهرين وهن ينتقلن إلى الفندق بعد انتهاء العمل.

ودعا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الأسبوع الماضي، إلى ضرورة إحداث تحولات ذات طابع مؤسساتي وقانوني، من قبيل تسريع وتيرة ملاءمة التشريعات الوطنية مع المبادئ والمقتضيات الواردة في الدستور وفي الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي صادق عليها المغرب بشأن الوقاية من جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات والقضاء عليها.

وبهدف دعم المرأة، شدد المجلس أنه يجب إحداث تحولات ذات طابع إجرائي ترمي إلى توفير شروط ولوج النساء إلى العمل المؤدى عنه وتوفير الحماية لهن في طريقهن إلى أماكن العمل وداخل فضاء الشغل، وتعزيز الإطار القانوني الخاص بمحاربة التحرش المعنوي والجنسي ضد المرأة في أماكن العمل.

وفي هذا الصدد، قالت زهرة من الرباط، عاملة في إحدى الوحدات الصناعية، إنها تشتغل أزيد من ثماني ساعات في اليوم، وصاحب معمل النسيج لا يصرح بها بشهر كامل لدى صندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

وشددت العاملة، أن هناك جهود من الدولة لتحسين ظروف اشتغال العاملات في المغرب، وأضافت أنها تأمل بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن تستمر المرأة المغربية في حصد النجاحات وتحقيق التميز في مختلف المجالات، ومنحها المكانة التي تستحق دون حيف.

vous pourriez aussi aimer