فنون الشارع في المغرب.. تقليد أم عودة للأصل؟
بات المار من بعض شوارع بلادنا يلاحظ مظاهر “ثقافة جديدة” تطفو على جنبات الأرصفة وعلى جدران المنازل والأزقة، مظاهر تتجلى في بروز فنون جديدة اتخذت من هذه الفسحات أماكن للتعبير عن الذات وإبراز مؤهلات تجعل من الفضاءات العامة مسرحا لعروض بهية تسر عيون الناظرين، ومن الحيطان لوحات فنية تلفت الأنظار.
تلقى الأعمال الفنية التي يقوم بها بعض الشباب على الجدران والأزقة استحسان المغاربة، كما تعرف تفاعلا كبيرا وتنويها برقي هذا الأسلوب الجديد في التعبير، خاصة بمدن الشمال.
اليوم، مع حلول الصيف، تشهد بعض الشوارع في المدن المغربية الكبرى ظهور معالم ثقافة مستوحاة من كبريات المدن الغربية، كالتشبه ببعض التماثيل والقيام بحركات بهلوانية على ايقاع موسيقى أجنبية وكذلك تقمص شكل شخصيات شهيرة تحفز المتفرج لأخذ صور للذكرى.
هذه المشاهد تدفعن كثيرين للتساؤل حول خلفية هذه التمظهرات الدخيلةن هل تتم استجابة لحاجة الانسان الى الفن بهدف التأسيس لثقافة جديدة؟ أم أن واقع حال الشباب، في ظل قلة فرص الشغل، جعلهم يلجؤون الى طرق مغايرة من أجل كسب قوتهم؟
ربيعي وئام، أستاذ وباحث في هذا المجال، عبر في حديثه لسلطانة عن كون هذه التعابير الفنية التي تعرفها اليوم مجموعة من الشوارع المغربية ما هي الا عودة الفن لفضائه الأصلي غير المقيد، مضيفا أن ممارسة هذه الأشكال الابداعية، سواء أكانت بمقابل مادي أم رمزي، فهي تبقى حاجة ضرورية للإنسان من اجل المقاومة وضمان الاستمرارية.
مؤسس جمعية “أوركا للمسرح والسمعي البصري” ببني ملال سعيد بويزري، عزز الفكرة السابقة حيث اعتبر أن فنون الشارع هي جزء من الثقافة المحلية المتجذرة في التراث المغربي، الا أنه يرى أن هذه الأعمال أصبحت تمارس من طرف الشباب بأساليب متجددة أتية من الشوارع الأوروبية. وفي رده على سؤال، صرح بويزري بأن الممارس لهذه الفنون يزاولها بداية بدافع الهواية، لكنها مع مرور الوقت ما تفتأ أن تتحول الى حرفة من أجل كسب لقمة العيش.
محسن الدفيلي